د. إيمان بشير ابوكبدة
شهد المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة اليوم الأربعاء، اقتحامًا واسعًا نفذه مئات المستوطنين، وسط حماية مشددة من قوات الإسرائيلية، وذلك تزامنًا مع ثاني أيام ما يُعرف بـ “عيد العرش” اليهودي.
قام المستوطنون بجولات استفزازية داخل باحات الأقصى وأدوا طقوسًا تلمودية علنية، استجابة لدعوات أطلقتها “منظمات الهيكل” المزعوم لاقتحام المسجد طوال فترة “عيد العرش”.
تهدف هذه المنظمات الصهيونية إلى فرض وقائع جديدة عبر أداء طقوس ورفع أعلام الاحتلال، في خطوة توصف بأنها محاولة لترسيخ الوجود اليهودي داخل المسجد.
انتقدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بشدة عمليات الاقتحام، وطالبت سكان القدس والداخل الفلسطيني بالـ “رباط” في باحات الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين.
تصعيد الانتهاكات في شهر سبتمبر
أكد تقرير شهري صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن شهر سبتمبر الماضي قد شهد تصعيدًا ملحوظًا في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف.
سجل التقرير زيادة ملحوظة في اقتحامات المستوطنين للأقصى، مشيرًا إلى تعرض المسجد لأكثر من 26 اقتحامًا خلال سبتمبر تحت حماية قوات الاحتلال، شملت مشاركة حاخامات وأطفال.
أشارت التقارير إلى إبعاد مفتي القدس والأراضي الفلسطينية عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر.
كشف التقرير عن اقتحام 58 ألفًا و310 مستوطنين للمسجد الأقصى خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 14% عن العام السابق، ومضاعفة العدد بخمس مرات مقارنة بالعقد الماضي.
في الخليل، منعت قوات الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 92 مرة خلال سبتمبر، ووصفت الوزارة الاستيلاء على صحن الحرم تمهيدًا للسيطرة عليه بأنها “الأخطر منذ احتلال الخليل في العام 1967”.
إلى جانب الانتهاكات في القدس والخليل، وثق التقرير اعتداءات أخرى على مساجد مثل محاصرة المصلين في مسجد المنصور بقلقيلية، واقتحام المسجد الحنبلي بنابلس، وهدم مئذنة مسجد الفاروق قرب الفوار.
وحذرت الوزارة من خطورة هذه الممارسات التي تمس حرمة الأماكن المقدسة، مؤكدة أنها محاولة لفرض واقع جديد، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تستفز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
