د. إيمان بشير ابوكبدة
يُعدّ الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) تهديدًا عالميًا خطيرًا، حيث يُمثّل السبب الأبرز لدخول الرضع إلى المستشفيات على مستوى العالم، ويودي بحياة أكثر من 100,000 طفل سنويًا، نصفهم من الرضّع الذين لم يبلغوا الستة أشهر بعد. هذا الفيروس، الذي يصيب كل طفل تقريبًا قبل بلوغه عامه الثاني، يتسبب سنويًا في 33 مليون حالة عدوى تنفسية سفلية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي.
خطورة العدوى وعلامات التحذير
الفيروس المخلوي التنفسي شديد العدوى وينتشر بسهولة عبر السعال، العطس، وملامسة الأسطح الملوثة. ورغم أنه يبدأ كنزلة برد عادية، إلا أنه قد يتطور سريعًا إلى حالة خطيرة.
وفقًا للدكتور دانيال فيكين، خبير إدارة الأمراض الوبائية بمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن علامات الخطر التي تستدعي التوجه الفوري للطبيب تشمل:
الأزيز (صوت صفير عند التنفس).
صعوبة الرضاعة.
النعاس الشديد.
مشاكل التنفس الواضحة.
زرقة الشفاه والأظافر.
انفراجة علمية: خيارات حماية واعدة
بعد عقود من البحث، ظهرت “أخبار سارة” تتمثل في توفّر منتجين فعالين للتحصين، يُمثلان نقلة نوعية في حماية الرضع:
لقاح للأمهات الحوامل: يُعطى للأم في الثلث الأخير من الحمل، حيث ينقل الأجسام المضادة إلى الجنين عبر المشيمة. يوفر هذا الحماية للطفل منذ الولادة وحتى عمر ستة أشهر.
جسم مضاد وحيد النسيلة: يُعطى للطفل مباشرةً بعد الولادة، ويعمل كتحصين يحميه أيضًا حتى بلوغ ستة أشهر.
نصائح وقائية أساسية
إلى جانب التطعيم، شدد الدكتور فيكين على أهمية الإجراءات المنزلية للحد من انتشار الفيروس، خصوصًا وأن موسم انتشاره غالبًا ما يكون في الخريف والشتاء:
غسل اليدين بانتظام.
تجنّب التدخين قرب الأطفال.
الابتعاد عن الأشخاص المصابين بأمراض تنفسية.
الأهم: سؤال الطبيب عن التطعيم المناسب، سواء للأم الحامل أو للمواليد الجدد، خصوصًا مع بدء موسم انتشار الفيروس.
