بقلم السيد عيد
قال يوسف وهبي : “الدنيا مسرح كبير”…
بس محدش قالنا إن التذاكر غالية، والتمثيل إجباري، والجمهور نايم!
كل واحد فينا طالع على خشبة الحياة ومعاه دور…
فيه اللي حافظ الجملة غلط وبيتكلم بثقة،
وفيه اللي ناسي النص ومكمل بالارتجال،
وفيه اللي فاكر نفسه البطل… وهو في الحقيقة كومبارس بيعدّي في الخلفية.
المدير بيقنع نفسه إنه قائد،
والتاجر شايف نفسه منقذ الاقتصاد،
والطالب مقتنع إن الغش “ذكاء تطبيقي”،
والمواطن العادي بيحاول يصدق إن الصبر فضيلة… مش عادة.
الحياة بقت مشهد طويل من الوجوه المتبدلة:
الابتسامة مشاعر مستعارة،
والكلمة الطيبة إعلان ممول،
والنية الحسنة… محتوى محظور في بعض الدول.
فيه ناس بتلبس “قناع الثقة” عشان تخبي خوفها،
وناس بتلبس “قناع التواضع” عشان تاخد إعجاب الناس،
وناس من غير أقنعة خالص… لأن وشوشهم كفاية.
الغرور بقى موضة،والتواضع موضع شك،
والصدق بقى “تصرّف غير حكيم”.اللي يكذب بذكاء ياخد إعجاب،واللي يقول الحقيقة ياخد نصيحة: “خفّف من صراحتك شوية”.
فيه ناس بتتعامل معك كأنك بنك،وناس كأنك سلة مهملات،
وناس كأنك سُلَّم.بس قَلَّة قليلة بتتعامل معك كإنسان…
وده النوع اللي بتلاقيه نادر زي عملة قديمة نسيها البنك المركزي.
وفي آخر العرض…الستارة هتنزل، والتصفيق هيسكت،
وهتكتشف إنك كنت بتجري طول حياتك…عشان توصل لمكانك الطبيعي في الكواليس.
بس رغم كل ده…ما زال فينا اللي بيضحك،وبيحب،
وبيصدق في الطيبة رغم كل ما يرى.يمكن هو المجنون الحقيقي…
لكن على الأقل، هو الوحيد اللي عايش الدور بضمير.
