د. فرج العادلي
انتشرت ثقافة غريبة من ضمن المستجدات التي تفاجئنا كل فترة وهي الاستهانة بالمال العام, سواء بالسرقة, أو التخريب,… والعجيب أن الذي يصنع هذا لا يمكن أن يسرق شخصًا أو يخرب ممتلكات خاصة, فما هو اللغز في ذلك؟
وبعد تأمل وجدتُ أن الناس يظنون أن هذا المال لهم حق فيه, فلهم أن يأخذوا منه بأي طريق, وبعضهم يصنع ذلك عنادا في بعض المسؤولين كالقائمين على الأحياء وجهاز التجميل مثلا, وبعضهم يصنع هذا من باب الغضب والتخريب.
والحقيقة: إن المال العام أخطر بكثير من المال الخاص مع معرفتنا بحرمة المال الخاص طبعا, وأن من يمد يده عليه يعد سارقا وواقعا في حد من حدود الله تعالى, لكن الفارق بين المال العام والخاص أن سارق المال الخاص ستكون الخصومة بينه وبين فرد واحد وهو المسروق, أما المال العام فستكون الخصومة فيه بينه وبين أجيال متعاقبة كان لها حق في هذا المال, بين قريب وغريب وفقير ويتيم , فالأمر لن يكون بينه وبين جهاز التجميل أو الحيي؛ لأنهم موظفون قائمون عليه فقط , أما أصحاب الحق فهم كل الناس , والمعتدي على المال العام كأنه اعتدى على آلاف بل ملايين البشر بأجيالهم المختلفة المتعاقبة, وفي الآخرة لا يترك أي شخص حقه لأنها جنة ونار, بل إن الإنسان لا يعطي أمه حسنة واحدة تدخل بها الجنة بكل ما قدمت له في حياتها, فكيف بالغرباء, فعلينا أن نحذر من المال العام, كسرقة التيار الكهربائي , واستخدام هاتف العمل في أمور شخصية أو سيارات العمل في أشياء خاصة, وغير ذلك كثير, كل واحد أخذ شيئا من هذا عليه أن يرده حتى لا يأتي يحمله على رقبته يوم القيامة, والناس جميعا ينظرون له في موقف مخجل غاية الخجل.
هذا بالنسبة للسرقة, أما التخريب فسنتناوله في المقال القادم إن شاء الله تعالى
