كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تُعد الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي لا تقتصر على البالغين فحسب، بل يمكن أن تُصيب الأطفال أيضًا، مسببةً لهم معاناة جسدية ونفسية مستمرة. ورغم صعوبة الشفاء التام منها، فإن الطب الحديث قد أتاح وسائل فعالة للسيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة الطفل المصاب.
ما هي الصدفية؟
الصدفية مرض مناعي ذاتي، يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة بالخطأ، مما يؤدي إلى تسارع نمو خلايا الجلد وتراكمها مكوّنة بقعًا حمراء متقشرة تُعرف باللويحات الصدفية.
ويُظهر الإحصاء الطبي أن نحو 40% من المصابين بالصدفية تبدأ لديهم الأعراض قبل سن 16 عامًا، فيما تُسجَّل 10% من الحالات قبل عمر العاشرة.
الأسباب والعوامل المحفزة
لا يزال السبب الدقيق للمرض غير مفهوم تمامًا، غير أن الوراثة واضطرابات المناعة يُعدّان العاملين الأبرز. كما توجد عوامل بيئية ونفسية تحفز ظهور النوبات أو تزيد من شدتها، مثل:
التهابات الحلق المتكررة خاصة الناتجة عن البكتيريا العقدية.
الجروح أو الخدوش الجلدية المتكررة.
التوتر والضغط النفسي.
الطقس الجاف أو شديد البرودة.
بعض أنواع الأدوية.
كيف تبدو الصدفية عند الأطفال؟
تتخذ الصدفية أشكالًا متعددة لدى الصغار، أبرزها:
الصدفية اللويحية: وهي الشكل الأكثر شيوعًا، وتظهر كبقع حمراء سميكة مغطاة بقشور فضية على الركبتين أو الكوعين أو فروة الرأس.
الصدفية النقطية: تنتج غالبًا بعد التهاب الحلق، وتظهر على شكل نقاط حمراء صغيرة.
الصدفية البثرية: أقل شيوعًا، وتتميّز بظهور بثور مليئة بالسوائل.
الصدفية المعكوسة: تصيب مناطق الطيات مثل الإبطين والعانة.
الصدفية المحمّرة للجلد: من أخطر الأنواع، إذ تمتد على معظم الجسم وتسبب احمرارًا وتقشّرًا شديدين.
صدفية طفح الحفاضات: تصيب الرضع وتُشبه طفح الحفاض الشائع.
الأعراض
تتدرج الأعراض من جفاف الجلد والتقشر الخفيف إلى حكة وألم في مناطق الالتهاب.
وفي بعض الحالات، تمتد الصدفية لتصيب الأظافر مسببةً تسمكًا أو اصفرارًا أو انفصال الظفر عن الجلد.
العلاج: السيطرة لا الشفاء
رغم أن الصدفية مرض مزمن لا علاج شافيًا له حتى اليوم، فإن الأدوية والعلاجات الحديثة ساهمت في السيطرة على الأعراض ومنع تفاقم الحالة. وتشمل الخيارات:
العلاجات الموضعية: مثل المراهم التي تحتوي على الكورتيزون، قطران الفحم، أو الأنثرالين، وتساعد في تقليل الالتهاب والتقشر.
العلاج بالضوء: تعريض الجلد لأشعة فوق بنفسجية تحت إشراف طبي لتقليل الالتهاب.
الأدوية الجهازية (عن طريق الفم أو الحقن): تُستخدم في الحالات الشديدة فقط، وتشمل أدوية تُثبط الجهاز المناعي.
الحياة مع الصدفية
يؤكد الأطباء أن الدعم النفسي للطفل جزء أساسي من العلاج، إذ قد تؤثر الحالة على ثقته بنفسه وتفاعله الاجتماعي. كما يُنصح الأهل بالالتزام بالعلاج الموصوف، واستخدام مرطبات الجلد بانتظام، وتجنّب المحفزات المعروفة.
