بقلم … أحمد رشدى
وماذا لو عادَ معتذرًا
يمشي بخطوٍ مثقَلٍ وجِلًا،
يبكي ويخفي بينَ أهدابهِ
جرحًا عميقًا لا يُداوَى،
والعينُ تفضحُ ضعفَهُ،
والقلبُ يسأل في خفاء:
هل يُغفَرُ الماضي إذا انكسَرَا؟
…
وماذا لو عادَ نادمًا
يشكو ذنوبًا أحرقتْ دنياه،
قال: الليالي أطفأتْ فرحي،
والحزنُ ألقى ظلَّهُ في خطاه،
فهل يُصلحُ الدمعُ ما أفسدَ الغياب؟
أم ضاعَ عمرٌ لا يُعاد؟
…
وماذا لو عادَ شاكيًا
يروي اشتياقًا أضرمَ ذكراه،
قال: الغيابُ بعثرَ أضلعي،
والشوقُ أدمى كلَّ مسعاه،
فهل يفتحُ القلبُ أبوابَهُ؟
أم يبقى خلفَ الجدارِ جفاه؟
…
وماذا لو عادَ حائرًا
يمشي كسيرَ الخاطرِ، لا يهدأ،
يسألني: هل في الفؤادِ مكانٌ؟
أم أنّ دربي قد انطفأ؟
فأخفيتُ دمعي، وقلتُ لهُ:
إنَّ الهوى بحرٌ بلا ميناء،
فلا تسألِ الريحَ عن مَرْسَى.
…
وماذا لو عادَ باكيًا
يسقي الوعودَ بدمعِهِ ورجاه،
قال: اعذريني، إنني مُخطئٌ،
والقلبُ يذوي في لظى ذكراه،
فهل يغسلُ البكاءُ ما جرى؟
أم تبقى الجراحُ بلا دواء؟
…
وما بينَ قلبٍ يتردّدُ،
وعقلٍ يرفضُ الاستسلام.
يبقى السؤالُ بلا جواب
وماذا لو عاد…؟
….
