دارين محمود
الروحُ الطيبةُ كَنَبعٍ متجددٍ في أرضٍ قاحلة؛ لا يمكنُ للأيامِ أن تجففَ مِزاجَها، ولا لِعَكَرِ الظروف أن يُغيّرَ نقاءَها.
هي ليست مجرد صفة عابرة، بل هي جوهرٌ أصيل، معدنٌ لا يصدأ، يزدادُ لمعاناً كلما اشتدت عليه قسوة الحياة. قد تُجرَح، قد تتألم، وقد تُقابلُ الجحودَ والنُكران، لكنها تظلُّ تمنحُ الدفءَ كالشمس، دون أن تنتظرَ ثمناً لأشعتها.
هي تلكَ اليدُ التي تُمدُّ بالخير في أوقاتِ الشدة، والكلمةُ التي تُجبرُ الخاطرَ دونَ طلب.
الروحُ الطيبةُ لا تتغيرُ لأنها لا تستمدُّ قيمتَها من ما يُحيطُ بها، بل من ما يُشرقُ من داخلها. هي قوةٌ داخلية، تجعلُ صاحبها كشجرةٍ وارفةٍ تظلُّ مثمرةً حتى وإن قُلّمت أغصانها، لأن الجذورَ عميقةٌ في أرضِ الفطرةِ السليمة.
ليست البراءةُ الساذجة، بل هي حكمةُ القلبِ النقيّ الذي يرى الخيرَ حتى في ثنايا الشر، ويُعطي الأملَ حتى في أشدِ اللحظاتِ يأساً.
حقاً… الروح الطيبة لا تتغير، هي تثبت لتُغيّر ما حولها للأفضل.
هي هبةٌ من الله، ونعمةٌ لمن يحملها ولمن يلتقي بها.
