د.نادي شلقامي
لطالما ارتبط الكوليسترول “الضار” (LDL) بالتحذيرات حول أمراض القلب والأوعية الدموية، لكن يبدو أن قائمة ضحاياه تطول لتشمل وظائف الدماغ والذاكرة أيضًا. في اكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لمكافحة أمراض الشيخوخة العقلية، كشفت دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين من جامعة بريستول البريطانية ومستشفى جامعة كوبنهاغن أن الأدوية شائعة الاستخدام لخفض مستويات الكوليسترول قد تحمل في طياتها فائدة إضافية هامة: تقليل خطر الإصابة بالخرف. هذا البحث يشير إلى أن الحفاظ على مستويات الكوليسترول في نطاقها الصحي ليس مجرد إجراء وقائي للقلب، بل هو استثمار مباشر في الحفاظ على حدة العقل وقوة الذاكرة.
وفقا لتقرير نشرته مجلة Alzheimer’s & Dementia، حلّل باحثون تأثير الستاتينات والإيزيتمايب وأدوية أخرى تهدف إلى خفض مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف بالكوليسترول “الضار”.
وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستوى LDL يرتبط بضعف وظائف الدماغ وزيادة خطر التدهور المعرفي. ورغم أن هذه الفرضية طُرحت سابقا، فإن الدراسة الجديدة تُعد من أكثر الأبحاث إقناعًا من حيث النطاق والمنهجية.
واستخدم الباحثون في تحليلهم طريقة التوزيع العشوائي المندلي، التي تتيح فصل تأثير العوامل الوراثية عن نمط الحياة والنظام الغذائي والنشاط البدني. وأوضحت النتائج بجلاء أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات منخفضة من الكوليسترول الضار أقل عرضة للإصابة بالخرف.
وأشار الباحثون إلى أن تصلّب الشرايين — الناتج عن ترسّب الدهون على جدران الأوعية الدموية — قد يعيق تدفّق الدم إلى الدماغ ويتسبّب في تلف الأنسجة العصبية.
ويرى العلماء أن التحكم في مستوى الكوليسترول يمكن أن يشكل إجراءً وقائيا مهما ضد الأمراض العصبية التنكسية، مؤكدين أنهم يخططون لإجراء تجارب سريرية طويلة الأمد لتأكيد فوائد الأدوية الخافضة للدهون على صحة الدماغ.
