كتبت ـ مها سمير
في تطور مفاجئ مثير للجدل، قدّمت يفعات تومر‑يروشالمي (Major Gen)، المدّعية العسكريّة العامّة لدى جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF)، استقالتها رسميّاً إلى قائد الأركان، إيال زمير، يوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر 2025، على خلفية تحقيقات تجريها السلطات في تسريب مقطع فيديو يُظهر اعتداءً على أسير فلسطيني بمركز الاعتقال سُدي تيمان في صحراء النقب.
وجاء في رسالة الاستقالة التي نُشرت نصّاً، أنّ تومر-يروشالمي «تتحمّل المسؤولية الكاملة عن المواد التي أُفرج عنها إلى الإعلام من داخل مكتب النيابة العسكريّة».
في بيان صادر عن الجيش، أُشار إلى أن رئيس الأركان قبل طلبها بإيقاف عملها فوراً، وأوضح أنه سيُعزز «استقرار النيابة العامّة العسكريّة وحماية جنود الجيش». كما عبّر عن ثقته في إجراء تحقيق شامل بهدف «كشف الحقيقة».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن تومر-يروشالمي لن تعود إلى منصبها «في ضوء خطورة الشبهات وحساسية دور النيابة العسكرية في تحديد المعايير القانونية داخل الجيش». وأضاف أن من يشارك في «التشهير الدموي» بالجنود في قضيّة سُدي تيمان سيُحال للمُساءلة.
وكان التحقيق قد انطلق بعد تسريب فيديو يُظهر، بحسب التحقيقات الأولية، تعذيباً وحشياً لأحد الأسرى الفلسطينيين في مركز سُدي تيمان، ما أثار موجة من الغضب داخل إسرائيل وخارجها، وفتح نقاشاً عن ظروف الاحتجاز والمعاملة داخل مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
وتُشير التقارير إلى أنّ التحقيقات الأمنية شملت موظفين في نيابة الجيش وأُجريت لهم اختبارات كشف الكذب «بوليغراف» في سياق المسألة.
