كتبت ـ مها سمير
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية وغربية، الثلاثاء، عن تحركات متسارعة تقوم بها إيران لتعزيز نفوذها العسكري في العراق، في خطوة وُصفت بأنها “إعادة تموضع إستراتيجي” استعدادًا لاحتمال اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن طهران ضاعفت خلال الأشهر الأخيرة من دعمها للفصائل المسلحة الموالية لها داخل الأراضي العراقية، من خلال تزويدها بأسلحة متطورة وتكثيف برامج التدريب الميداني بإشراف مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأضاف التقرير أن إيران تعمل على نقل مركز ثقل نشاطها العسكري من لبنان وسوريا وقطاع غزة إلى العراق، بعد الضربات التي تلقاها ما يُعرف بـ”محور المقاومة” في الجبهات السابقة خلال العامين الماضيين.
ونقلت مصادر عراقية مطلعة عن دوائر أمنية قولها إن طهران تسعى إلى جعل الفصائل العراقية قوة جاهزة لأي تصعيد إقليمي جديد، مشيرةً إلى أن تلك الجماعات أصبحت تمتلك قدرات نوعية تتجاوز في بعض المناطق إمكانيات الجيش العراقي النظامي، في ظل تراجع نفوذ الحكومة المركزية.
من جهته، أكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن حكومته ماضية في تنفيذ التزامها بحصر السلاح بيد الدولة، لكنه أقرّ بأن هذه الخطوة “لن تنجح بالكامل طالما بقي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة داخل العراق”، مضيفًا أن الحكومة تعمل على دمج بعض الفصائل ضمن مؤسسات الدولة الرسمية أو في المشهد السياسي، بشرط التخلي عن السلاح.
ويأتي ذلك وسط أجواء سياسية مشحونة تسبق الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة هذا الشهر، ومع تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، واحتمال اتساع رقعة المواجهة لتشمل أراضي العراق في حال اندلاع أي نزاع مباشر بين الطرفين.
