د.نادي شلقامي
مع انقضاء فترة الاقتراع وبدء عملية فرز الأصوات في الانتخابات النيابية العراقية التي طال انتظارها، بدأت ملامح الخارطة السياسية الجديدة تتضح بشكل تدريجي في الأفق العراقي. هذه العملية الحاسمة، التي تُعتبر اختباراً حقيقياً لميزان القوى الحالي، تشهد ترقباً شعبياً وسياسياً واسعاً لمعرفة التشكيلة البرلمانية القادمة ومصير الحكومة الحالية.
وفي هذا السياق، وبينما تتوالى الأنباء غير الرسمية من مراكز التجميع والفرز، أكدت مصادر مطلعة ومقربة من الأوساط السياسية لـ محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة الحالي وقائد ائتلافه، أن ائتلافهم قد تمكن من تحقيق أرقام “جيدة” و”متقدمة” في النتائج الأولية. هذه المؤشرات المبكرة، رغم أنها ليست نهائية، تُعد دافعاً قوياً للائتلاف وتضع علامات استفهام حول أداء الكتل المنافسة، وتُشير إلى احتمالية حصول السوداني على غطاء تشريعي قوي يمكنه من تثبيت برنامجه الحكومي للفترة المقبلة. الترقب الآن يتجه نحو الإعلان الرسمي والكامل للنتائج لتأكيد هذه الأرقام وتحديد الفائزين بشكل قطعي.
وأوضحت المصادر، اليوم الأربعاء، أن ائتلاف السوداني حقق “فوزاً كبيراً” في الانتخابات التشريعية، وفق ما نقلت فرانس برس.
فيما أكد مصدران آخران مقربان من اللائحة أنها حصدت على الأغلب “أكبر كتلة نيابية” بعدد يقارب 50 مقعداً أو أكثر.
ويضم هذا الائتلاف تيارات سياسية “شيعية” عدة، منها “تيار الفراتين” بزعامة السوداني، وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، فضلاً عن تحالف العقد الوطني برئاسة فالح الفياض، وتحالف إبداع كربلاء، وتجمع بلاد سومر، فضلاً عن تجمع أجيال، وغيرها.
ائتلاف المالكي
فيما تنافس ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، مع الائتلاف الذي ينتمي إليه السوداني من أجل فرض الهيمنة داخل الأوساط الشيعية. علما أن منتقدي المالكي يعتبرون أن سياسته الطائفية شجعت على ظهور تنظيم.
وكانت المصادر أمس الثلاثاء أن هناك ترجيحات بتصدر ائتلاف “دولة القانون” وكتلة “الإعمار والتنمية” نتائج الانتخابات في محافظة ذي قار.
أما القوة السياسية السنية الرئيسية فتمثلت في هذه الانتخابات بـ “حزب تقدم” بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، الذي تتركز شعبيته في غرب وشمال العراق حيث الغالبية السنية.
وفي إقليم كردستان العراق، حيث يهيمن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه الزعيم المخضرم مسعود بارزاني على الحكومة، فقد حقق نتائج جيدة حسب النتائج الأولية. علماً أن الحزب نافس الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة بافل طالباني.
يذكر أن رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، كان أعلن أن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية ستُعلن مساء اليوم، مؤكداً أن العملية الانتخابية سارت بسلاسة وشفافية، بدون تسجيل أية خروقات أمنية مؤثرة.
فيما أوضحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت أكثر من 55%، بعد أن أدلى نحو 12 مليون ناخب من أصل 21.4 مليون بأصواتهم في يومي الاقتراع العام والخاص، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بنسبة 41% المسجّلة في انتخابات عام 2021، رغم مقاطعة مقتدى الصدر لهذه الدورة.
“ائتلاف السوداني” يحسم الصدارة: مصادر تُؤكد حصوله على أكبر كتلة نيابية بنحو 50 مقعداً في انتخابات العراق”
483
