د. إيمان بشير ابوكبدة
كشفت بيانات جديدة صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا عن موجة هجرة عكسية واسعة خلال العام الماضي في ديسمبر 2024، حيث غادر أكثر من 257 ألف مواطن بريطاني البلاد في أكبر عدد يتم تسجيله منذ سنوات. وي تجاوز هذا الرقم التقديرات السابقة، التي بلغت 77 ألفًا فقط بنحو ثلاثة أضعاف، ما يعكس حجم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة المتحدة.
وأوضح التقرير أن أبرز أسباب مغادرة البريطانيين لوطنهم تعود إلى ارتفاع الأسعار والضرائب وتراجع جودة الخدمات العامة، وهي عوامل دفعت حتى أصحاب الثروات الكبيرة إلى البحث عن وجهات توفر بيئة معيشية واقتصادية أفضل. وأشار الخبراء إلى أن هذا النزوح يشمل أيضًا خسارة ملحوظة في عدد المليونيرات، الأمر الذي قد ينعكس على الاقتصاد البريطاني على المدى البعيد.
ورغم ارتفاع وتيرة الهجرة إلى الخارج، شهدت بريطانيا انخفاضًا واضحًا في صافي الهجرة، وهو الفارق بين أعداد القادمين والمغادرين — حيث تراجع إلى 345 ألفًا فقط في ديسمبر 2024، مقارنة بذروته التي سجلت مستويات أعلى بكثير في السنوات السابقة.
هذه الأرقام تعكس تحوّلًا مهمًا في حركة السكان داخل بريطانيا، وتبرز الحاجة إلى معالجة التحديات الداخلية التي تدفع المواطنين — بمن فيهم الكفاءات ورجال الأعمال إلى الرحيل بحثًا عن فرص وسياسات أكثر استقرارًا.
