د.نادي شلقامي
قد يطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شرارة تحول حاسم في الموقف الأوروبي من جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بحسب رؤية الخبيرة الدولية كيلى قسيس، مديرة العلاقات الدولية فى مركز الشئون السياسية والخارجية الفرنسى «CPFA».
إذ رأت قسيس أن القرار المتوقع لترامب بتصنيف الجماعة “منظمة إرهابية” يحمل في طياته تداعيات دولية كبرى لا تقتصر على الولايات المتحدة، بل ستمتد لتُجبر دولاً أخرى، خاصة في القارة الأوروبية، على إعادة تقييم شاملة لمواقفها تجاه الجماعة.
يضيف القرار الأمريكى زخمًا دوليًا، خاصة فى الدول التى تشهد بالفعل نقاشات حول جماعة «الإخوان»، خاصة فى أوروبا، حيث تُعيد دول مثل فرنسا وألمانيا والنمسا والسويد تقييم نفوذ الجماعة فى شبكات المجتمع المدنى.
خطوة واشنطن تُعزز الحجج السياسية لتشديد القيود، لكن القيود القانونية والدستورية فى أوروبا لا تزال كبيرة. لذا سيزيد هذا من التدقيق بدلًا من أن يؤدى تلقائيًا إلى حظر الجماعة
– هذا أمر غير مُرجح. فالحركة لا تعمل كمنظمة مركزية واحدة، وتختلف فروعها اختلافًا كبيرًا فى السلوك والاستراتيجيات. لذا، تتطلب مواجهة نفوذ «الإخوان» اتباع نُهج مخصصة، بدلًا من افتراض أن تصنيفًا واحدًا يمكن أن يفكك الشبكة.
نادرًا ما تقضى قوائم الإرهاب على الحركات الأيديولوجية، بل تميل بدلًا من ذلك إلى التفكك، أو إعادة صياغة هويتها. لقد فقدت جماعة «الإخوان» بالفعل نفوذًا كبيرًا على مدى العقد الماضى، لكن النتيجة الأكثر واقعية هى المزيد من التكيف والتحول بدلًا من الاختفاء.
والقرار الأخير الصادر عن حاكم تكساس، بتصنيف «الإخوان» منظمة إرهابية، زاد من الضغط السياسى على الجماعات التى يُنظر إليها على أنها مرتبطة بالجماعة داخل الولايات المتحدة، خاصة أن تكساس تلعب دورًا بارزًا فى صياغة نقاشات السياسة المحافظة. لذا يسهم تصنيف الجماعة فى خلق مناخ أوسع، يُنظر فيه إلى الحركات الإسلامية السياسية بريبة متزايدة.
ومن المرجح أن يعزز هذا القرار الزخم التشريعى، الذى بدأ يتشكل بالفعل فى «الكونجرس»، ويتماشى مع التحول الأوسع الذى أدى فى النهاية إلى حديث «ترامب» عن تصنيف جماعة «الإخوان» منظمة إرهابية. كما أن القرار يُرسى سابقة قد تؤدى إلى مزيد من التدقيق فى شبكات «الإسلام السياسى» الأخرى العاملة فى الولايات المتحدة، حتى تلك غير المرتبطة رسميًا بجماعة «الإخوان».
– يعكس هذا التحول مزيجًا من الحوافز السياسية الداخلية فى الولايات المتحدة، وتجدد القلق بشأن البيئة الأوسع التى تعمل فيها بعض حركات «الإسلام السياسى». أيضًا، عززت الروابط التاريخية لجماعة «الإخوان» بجماعات مثل «حماس»، ونفوذها داخل بعض شبكات الشتات، هذه المخاوف، ما جعل من المفيد سياسيًا لقادة الولايات المتحدة تبنى موقف أكثر صرامة.
فى الوقت نفسه، يقوّض هذا التوجه التطبيع الموازى مع الرئيس السورى أحمد الشرع، وهو شخصية ذات خلفية جهادية موثقة جيدًا، وتضم قواته أفرادًا يحملون شعارات «داعش»، ويستخدمون بشكل روتينى خطابًا طائفيًا لا إنسانيًا ضد الأقليات.
الخبيرة الدولية كيلي قسيس : قرار ترامب المنتظر يُجبر فرنسا وألمانيا على إعادة تقييم لموقفيهما من الإخوان
329
المقالة السابقة
