أحمد حسني القاضي الأنصاري
إنّ الصدق خلقٌ رفيعٌ يَسمو بصاحبه، ويهديه إلى سواء السبيل.
وما من خُلقٍ يُصلح القلبَ واللسانَ مثل الصدق، فهو أصلُ المروءة وميزانُ الرجولة.
والإنسانُ الصادق يَحمل في داخله صفاءً ينعكس على معاملاته وكلماته.
فإذا تكلّم أصدق، وإذا وعد أوفى، وإذا عاهد لم يخلف.
ومن سار في طريق الصدق وجد فيه طمأنينةً لا يَهَبها أي خُلقٍ آخر.
إذ إنّ الصدق يزرع الثقة بين الناس، ويجمع القلوب على المحبة والهيبة.
وقد جعل الله الصادقين في أعلى المنازل، فكانوا مع النبيين والصديقين.
وأعظم ما في الصدق أنه يُحرّر الإنسان من زيف الدنيا وضغوطها.
فلا يعيش صاحبه في خوفٍ من انكشاف أمر أو انفضاح سر.
بل يعيش مطمئنَّ الوجدان، ثابتَ الخطى، مرفوعَ الرأس.
ولم يزل أهل الحكمة يقولون إن الصدق هو باب كل خير.
وإنّ الأمم لا تنهض إلا بالحق، ولا تُبنى إلا على الصراحة والنزاهة.
فكيف بمن يجعل الصدق نهجًا يوميًّا ومسارًا دائمًا؟
إنه يرتقي في نظر الخالق أولًا، ثم في أعين الخلق جميعًا.
فطوبى لمن جعل الصدق زاده، والحقّ رفيق دربه.
