كتبت ـ مها سمير
أفادت تقارير لوسائل إعلام منها العبرية — أن الولايات المتحدة وجهت طلبًا عاجلًا إلى الحكومة اللبنانية لاستعادة قنبلة ذكية من طراز GBU-39B، لم تنفجر بعد أن أُطلقت في غارة استهدفت القيادي في حزب الله هيثم علي طبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذه القنبلة — المصنعة من قبل شركة بوينغ — تعتبر من الذخائر دقيقة التوجيه، بسِت خصائص تقنية تجعلها مطلوبة للغاية: رأس حربي قوي، منظومة توجيه متقدمة، وتصميم يقلل الأضرار الجانبية مقارنة بوزنها.
بحسب التقارير، القنبلة لم تنفجر بعد الهجوم واستقرت سليمة في موقع الغارة. هذا ما أثار مخاوف استخباراتية أميركية — وإسرائيلية أيضاً — من أن تؤول إلى دول أو جهات تحصل بموجبها على تكنولوجيا متطورة (ذكرت التقارير روسيا أو الصين كمحطات محتملة).
لماذا هذا الخبر خطير — وما المخاطر المحتملة
نقلة نوعية في “قيمة الهدف”: القنبلة ليست مجرد ذخيرة — بل قطعة تكنولوجية حساسة تمثل سراً عسكرياً. وقوعها في يد طرف غير مرخص له يعني احتمال تسرب تقنيات دقيقة — رأس حربي متطور، أنظمة توجيه، مواد تفجيرية متقدمة.
أبعاد استخباراتية واستراتيجية: إذا حصل عليها تنظيم مسلح (أي كانت الجهة)، قد يُستخدم هذا “الكنز” لتطوير ترسانة، تحسين دقة أو قوة الأسلحة، أو إجراء بحوث عسكرية — ما يغير موازين القوى في المنطقة.
ضغط دولي على لبنان: الطلب الأميركي — كما تُنقله الصحافة — يضع بيروت في خانة ضغوط دولية: إما تسليم القنبلة أو مواجهة تبعات من واشنطن وتل أبيب إذا تسرّبت. هذا يرفع من قيمة “القرار” الأسود الذي يُمكن أن يُفرض على لبنان.
إمكانية انفجار غير متوقع أو سوء استخدام: بقاء قنبلة غير منفجرة في منطقة مأهولة مثل الضاحية الجنوبية يشكل خطرًا على المدنيين، خصوصاً إذا نُقلت أو ضُبطت بشكل غير آمن.
ما وراء “القنبلة”: ماذا يعني هذا لـ حزب الله ولبنان
في المشهد العام، يُنظر إلى القنبلة كـ”ورقة ضغط” أو “دفتر أعباء استخباراتي” — أداة قادرة على تغيير ديناميكية الصراع في المنطقة
إذا انتقلت القنبلة أو أسرارها إلى يد جهة مسلحة، فهذا قد يمنحها قدرة على ابتزاز سياسي وعسكري، وحرف قواعد الاشتباك — وهو ما يُثير القلق ليس فقط في إسرائيل، بل لدى القوى الدولية المتنافسة
بالمقابل، رفض تسليمها — أو إخضاعها لشروط دولية — قد يجعل لبنان طرفًا في صدام دبلوماسي عميق، وربما عسكري، في حال اعتُبرت الدولة متواطئة أو متقاعسة
الحالة الراهنة — ما نعرف وما لا نعرف
معلومة مؤكّدة معلومة غير مؤكّدة / خلافية
الولايات المتحدة طلبت رسميًا — بحسب تقارير إعلامية — استعادة القنبلة. لم يصدر تأكيد رسمي من الحكومة اللبنانية أو الجهة العسكرية المسؤولة بأن الطلب وصل أو أن هناك نية لتنفيذ تسليم.
القنبلة من طراز GBU-39B، وتم إطلاقها في الغارة على طبطبائي. ليس من الواضح إذا كانت القنبلة قد تُنقل إلى جهة ثالثة، أو تُحلّل على أرض لبنان، أو تُعاد إلى الولايات المتحدة — السيناريوهات الأخيرة تختلف تمامًا.
هناك مخاوف من تسريب التكنولوجيا إلى جهات مثل روسيا أو الصين. لا توجد تأكيدات مستقلة بأن مثل هذا التسريب قيد التنفيذ، أو أن القنبلة في حيازة جهة ثالثة.
