نجده محمد رضا
في عالم كرة القدم، قليلون هم من استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم مجدًا من لا شيء، وأن يتحولوا من طفلٍ فقيرٍ يلعب بالكرة في الأزقّة إلى نجمٍ يضيء سماء أوروبا. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم البرازيلي فينيسيوس جونيور، جناح ريال مدريد، الذي أصبح أحد أبرز نجوم الجيل الحالي
بداية من قلب البرازيل
وُلد فينيسيوس جونيور في مدينة “ساو غونسالو” البرازيلية عام 2000، في أسرة فقيرة لم تكن تملك سوى الإصرار والحلم. منذ طفولته، كانت موهبته لافتة، لدرجة جعلت كشافين من نادي فلامينغو يتابعونه وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.
التحق بأكاديمية النادي سريعًا، وهناك بدأت رحلة المجد.
انفجار الموهبة ولفت أنظار ريال مدريد
في عام 2017، خطف فينيسيوس الأنظار خلال مشاركته مع منتخب البرازيل تحت 17 عامًا في بطولة أمريكا الجنوبية، حيث قدّم أداءً مبهرًا جعله محط اهتمام كبار أوروبا.
وفي مفاجأة مدوية، أعلن ريال مدريد ضم اللاعب الشاب مقابل 45 مليون يورو وهو لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، ليصبح حينها أغلى لاعب مراهق في العالم.
بداية صعبة في مدريد
لم تكن الأمور سهلة في البداية. ففينيسيوس واجه انتقادات حادة بسبب إهداره للفرص وعدم نضجه التكتيكي. لكن مع الوقت، وبفضل عمله الجاد ودعم مدربيه، تحوّل إلى سلاح هجومي فتاك.
تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، انفجرت موهبته الحقيقية، وأصبح لاعبًا حاسمًا في المباريات الكبرى.
موسم المجد ولقب الأبطال
عام 2022 كان نقطة التحول الكبرى، حين سجّل فينيسيوس هدف الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول، ليقود ريال مدريد للتتويج باللقب الرابع عشر في تاريخه.
ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن التألق، وأصبح أحد أهم ركائز الفريق الملكي، جنبًا إلى جنب مع جود بيلينغهام ورودريغو.
رمز الأمل لجيل البرازيل الجديد
في منتخب البرازيل، يُنظر إلى فينيسيوس على أنه “الوريث الشرعي” لأساطير السامبا مثل نيمار ورونالدينيو يمتلك السرعة، المهارة، والجرأة التي تُعيد للأذهان أيام البرازيل الجميلة.
بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يُعرف فينيسيوس بأعماله الخيرية في بلده الأم، حيث يمول مدارس للأطفال في الأحياء الفقيرة، مؤمنًا بأن “التعليم هو الطريق الحقيقي للحرية”.
قصة فينيسيوس جونيور ليست مجرد حكاية لاعب موهوب، بل هي ملحمة تحدٍ وإصرار.
من شوارع البرازيل إلى مجد مدريد، أثبت هذا الشاب أن الحلم لا يعرف المستحيل، وأن من يؤمن بموهبته ويعمل من أجلها، سيصنع مجده بقدميه.
