“بين صبر خباب ونصر بدر.. غزة تكتب فصلًا جديدًا من الصمود”

 

محمد غريب الشهاوي

في التاريخ مواقف لا تموت، وأحداث تظل حيّة لأنها تحمل روحًا تتجاوز الزمن.

من هذه المواقف، ما رواه الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه، حين اشتد البلاء على المسلمين في مكة، فجاء يشكو للنبي ﷺ قائلًا: “ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟”، فكان رد الحبيب ﷺ أن ذكّره بصبر الأمم السابقة على التعذيب، وأن النصر وعد الله، لكنه لا يأتي إلا في وقته، وختم بقوله الذي صار درسًا للأمة: “ولكنكم تستعجلون”.

 

اليوم، وبعد أكثر من أربعة عشر قرنًا، نرى هذا المشهد يتكرر في غزة، حيث يعيش أهلها تحت قصف متواصل وحصار خانق، يتساءلون متى ينكسر الطوق، ومتى تشرق شمس النصر.

ورغم الألم وفقدان الأحبة ودمار البيوت، ما زالوا ثابتين على أرضهم، متمسكين بحقهم، كما تمسك خباب ومن معه بدينهم، رغم التعذيب والنار والحديد.

 

التاريخ يخبرنا أن النصر ليس وليد اللحظة، ولا يُقاس بعدد الأيام أو حجم الخسائر، بل هو وعد من الله لعباده الصابرين، الذين يقفون في وجه الظلم بكل ما يملكون، حتى لو بدا ميزان القوة مختلًا.

وغزة اليوم، كما كان المسلمون في بدر، تقف أمام قوة أكبر منها عدة وعتادًا، لكنها مسلحة بإيمان عميق أن “الحق لا يموت” وأن “النصر صبر ساعة”.

 

في النهاية، يظل موقف خباب بن الأرت مع النبي ﷺ رسالة بليغة:

قد يطول البلاء، وقد تشتد المحنة، لكن وعد الله حق… فقط لا تستعجلوا.

Related Posts

و بالوالدين إحسانا

كتبت/ رانده حسن  كتب الله تعالى فى كتابه الكريم  وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا…

{القَهّار} جلال القوة وعظمة السلطان

  أحمد القاضى الأنصارى   القَهّارُ اسمٌ يهزّ القلوب قبل الأسماع. هو الذي قَهَرَ كلَّ جَبّارٍ وأَخْضَعَ كلَّ مُتَكَبِّرٍ؛ فلا مَلِكَ يَعلو على مَلَكِهِ، ولا قُوَّةَ تَتَجاوَزُ قُوَّتَهُ.   القَهّارُ…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *