
كتبه.د.ابراهيم عوض
جبر الخواطر عند رسول الله ﷺ كان خُلُقًا أصيلًا وسلوكًا متأصلًا في حياته، فهو الرحمة المهداة الذي علّم الأمة أن الكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، والتصرف الحكيم، قد ترفع الحرج عن القلوب وتُدخل السرور على النفوس.
و جبر الخواطر:
هو مداواة القلوب المكسورة، والتخفيف عن النفوس الحزينة، بكلمة طيبة أو فعل كريم أو موقف يُشعر الإنسان بقيمته ومحبته.
أمثلة من سيرة النبي ﷺ في جبر الخواطر:
. مع المرأة التي فقدت ابنها
مرّ ﷺ بامرأة تبكي عند قبر، فقال لها: “اتقي الله واصبري”، فلم تعرفه في البداية، ثم لما علمت أنه النبي ﷺ، جاءته معتذرة، فما غضب منها، بل جبر خاطرها بقوله: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”، فذكّرها برفق دون توبيخ.
مع أسامة بن زيد
كان أسامة يُلقَّب بـ”حب رسول الله”، وكان ﷺ يضعه على فخذه ويضع الحسن بن علي على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ويقول: “اللهم ارحمهما فإني أرحمهما”. هذا التصرف العاطفي كان جبرًا لخاطر غلام صغير.
مع الفقراء
كان ﷺ إذا جلس في المجلس وأقبل عليه فقراء الصحابة، أفسح لهم، وبشّ في وجوههم، حتى يشعروا أنهم محل تقدير لا أقل شأنًا من الأغنياء.
. مع الأطفال
كان ﷺ يسلّم على الصغار في الطرقات، ويحملهم، ويداعبهم، حتى يفرحوا ويشعروا بقيمتهم.
. مع من أخطأ
حين جاء شاب يستأذن النبي ﷺ في الزنا، لم يطرده ولم يوبخه أمام الناس، بل خاطبه بلطف، وحاوره بالحجة، ووضع يده على صدره ودعا له، فخرج الشاب وهو يكره الفاحشة
جبر الخواطر عند رسول الله ﷺ لم يكن موقفًا عابرًا، بل كان أسلوب حياة، يطبّقه مع الصغير والكبير، الغني والفقير، القريب والبعيد، ليعلّمنا أن الكلمة الطيبة والرحمة بالناس من أعظم القربات.
فلنتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نجبر الخواطر وندخل الفرح والسرور علي الآخرين.