د. إيمان بشير ابوكبدة

تستمر موجة الحرائق في التوسع عبر مناطق وسط وشمال سوريا، لتطال مساحات جديدة وسط جهود مضنية للسيطرة عليها. هذه الحرائق أثارت قلقاً متزايداً من تكرار كارثة يوليو الماضي، التي قضت على مساحات شاسعة من الغابات والأراضي الزراعية.

وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، عن تشكيل غرف عمليات حكومية ووضع خطة استجابة عاجلة لمواجهة هذه الكارثة البيئية. وتشمل الخطة توجيه فرق الإطفاء في ريفي حماة واللاذقية، وتأمين مصادر المياه، بهدف محاصرة النيران والحد من انتشارها.

تفاصيل الخسائر والجهود الميدانية

اندلعت النيران مساء الخميس، وكان أعنفها في مدينة كسب الحدودية، مما أدى إلى احتراق منازل وسيارات وتسبب في نزوح عدد من السكان. وقد أعلن الدفاع المدني السوري أن أكثر من 50 فريق إطفاء، بدعم من فرق وصلت من محافظات أخرى، تعمل على مدار الساعة للسيطرة على الأوضاع.

تضرر عدد من القرى في ريف حماة واللاذقية، ومنها قرية عناب وأبو كليفون، بالإضافة إلى مناطق جبلية وعرة في ريف اللاذقية، مثل غابات بروما وأحراج قرية كفرتة. وفي سهل الغاب، الذي يعد سلة غذاء سوريا، التهمت الحرائق محاصيل زراعية ومساحات حرجية واسعة، مما دفع الأهالي للنزوح إلى مناطق أكثر أماناً.

صعوبات تواجه فرق الإطفاء

تتفاقم التحديات التي تواجه فرق الإطفاء بسبب عوامل عدة، أبرزها:

 الرياح وارتفاع درجات الحرارة: تسرّع من انتشار النيران.

 وعورة التضاريس: تمنع وصول آليات الإطفاء إلى بؤر الحرائق.

 الألغام والمخلفات الحربية: تشكل خطراً كبيراً على سلامة فرق الإطفاء.

ورغم هذه الصعوبات، يواصل الأهالي والمتطوعون جهودهم لدعم فرق الإطفاء وتأمين المساعدات اللازمة، في محاولة للحد من حجم الكارثة البيئية والإنسانية.