
نجده محمد رضا
في عالم الثروة الحيوانية، تمثل الأرانب واحدة من أهم مصادر البروتين الحيواني منخفض التكلفة، كما أنها عنصر أساسي في بعض الصناعات الطبية والبحثية.
لكن هذا القطاع يواجه بين الحين والآخر تحديات مرضية قد تهدد إنتاجيته.
ومن بين هذه التحديات يظهر فيروس الأورام الحليمية في الأرانب، والذي يتسبب في نمو أورام جلدية تشبه الثآليل، غالبًا على الوجه والأذنين، مما يثير قلق المربين والباحثين على حد سواء.
ما هو فيروس الأورام الحليمية؟
يعرف هذا الفيروس علميًا باسم Shope Papilloma Virus، وينتمي إلى عائلة Papillomaviridae.
يهاجم الفيروس طبقات الجلد السطحية، مسببًا تكاثرًا غير طبيعي في الخلايا يؤدي إلى تكوين أورام جلدية بارزة.
الأعراض تبدأ بظهور نتوءات صغيرة بنية أو وردية اللون، سرعان ما تتحول إلى ثآليل أكبر حجمًا، قد تصل أحيانًا إلى عدة سنتيمترات، لتغطي أجزاء من الوجه أو الأذن. وفي الحالات الشديدة، قد تتجمع هذه الأورام بشكل يعيق الأرنب عن التغذية أو الحركة الطبيعية.
طرق انتقال العدوى
الفيروس لا ينتقل عشوائيًا، بل يعتمد على عوامل وسيطةالحشرات الماصة للدم مثل البعوض والبراغيث تعد الناقل الأول للمرض.
الاحتكاك المباشر بين الأرانب المصابة والسليمة.
الأدوات والأقفاص الملوثة داخل المزارع التي لا تراعي معايير النظافة.
هذا يجعل انتشار المرض سريعًا في مزارع التربية الكثيفة، خاصة مع ضعف الرقابة البيطرية.
خطورة المرض
ورغم أن الأورام الناتجة عن الإصابة غالبًا ما تكون حميدة وتختفي تلقائيًا خلال أسابيع أو أشهر، إلا أن بعض الحالات قد تتحول إلى أورام سرطانية خبيثة، خصوصًا إذا استمرت لفترات طويلة أو تعرض الأرنب لعوامل ضعف مناعية.
إلى جانب المخاطر الصحية، تكمن الخطورة الكبرى في الخسائر الاقتصادية للمربين:
انخفاض معدل النمو والإنتاجية.
صعوبة تسويق الأرانب المصابة.
احتمالية النفوق في الحالات الشديدة.
موقف الأطباء البيطريين
يؤكد الأطباء البيطريون أن فيروس الأورام الحليمية غير معدٍ للإنسان، لكنه يمثل تهديدًا واضحًا للثروة الحيوانية.
أن العلاج المباشر للفيروس غير متوفر حتى الآن، ويعتمد التدخل البيطري على تحسين ظروف التربية والتغذية.
استخدام المطهرات البيطرية بانتظام.
استئصال الأورام جراحيًا إذا سببت إعاقة أو نزيفًا.
الاعتماد على مناعة الحيوان للتغلب على العدوى.
الوقاية أفضل من العلاج
تظل الوقاية هي خط الدفاع الأول أمام هذا الفيروس، وذلك من خلال
1. مكافحة الحشرات الناقلة عبر الرش الدوري.
2. عزل الحيوانات المصابة فور اكتشافها.
3. تعقيم الأدوات والأقفاص باستخدام مطهرات فعالة.
4. الاهتمام بالتهوية والنظافة داخل المزارع.
5. الاعتماد على غذاء متوازن غني بالفيتامينات لدعم المناعة.
فيروس الأورام الحليمية في الأرانب قد يبدو مرضًا جلديًا بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة يعكس مدى حساسية قطاع تربية الأرانب لأي خلل صحي أو بيئي.
إنه جرس إنذار يدعو المربين إلى تشديد إجراءات الوقاية، وتعزيز التعاون مع الأطباء البيطريين، لحماية الثروة الحيوانية من خسائر قد تكون فادحة.