د.نادي شلقامي
الصداقة جزء أساسي من حياة الإنسان، فهي مصدر للدعم، الفرح، والنمو، والارتقاء.. لكن الأصدقاء ليسوا نوعًا واحدًا، بل تتعدد أنواعهم وصفاتهم، وكل نوع يتطلب طريقة تعامل مختلفة.
1. الصديق الداعم (المساند)
هذا النوع هو جوهر الصداقة الحقيقية. إنه الصديق الذي تجده دائمًا بجانبك في السراء والضراء.
أولا.. الصفات الإيجابية:
1-مُستمع جيد: ينصت لك بانتباه دون أن يقاطع أو يحكم عليك.
2- مُشجع: يؤمن بقدراتك ويدفعك لتحقيق أحلامك.
3- مُخلص: يحافظ على أسرارك ويهتم بمصلحتك.
4- مُساند عاطفيًا: يمنحك القوة عند الشعور بالضعف.
ثانيا… الصفات السلبية (نادرة):
1-قد يكون مفرط في الحماية أحيانًا خوفًا عليك.
2- قد يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره الخاصة لأنه يركز عليك.
ثالثا… كيفية التعامل:
1- بادله الدعم: كن دائما لأجله كما هو لأجلك.
2-قدر وجوده: عبر له عن امتنانك لوجوده في حياتك.
3- شاركه مشاعرك: لا تتردد في الانفتاح أمامه لأنه أهل للثقة.
2. الصديق المرح (المُبتهج)
هذا الصديق هو مصدر للطاقة الإيجابية والضحك. وجوده يضيف لمسة من المرح والمغامرة على حياتك.
أولا.. الصفات الإيجابية:
1- مُفعم بالحيوية: يحب الحياة ومليء بالنشاط.
2- متفائل: يرى الجانب المشرق في كل شيء.
3- مغامر: يحب تجربة كل ما هو جديد ومثير.
4- يخفف الضغط: يجعلك تضحك وتنسى همومك.
ثانيا.. الصفات السلبية:
1- قد يكون سطحيًا أحيانًا ولا يحب الدخول في المناقشات الجادة.
2- قد يتجنب المواجهة أو المواقف الصعبة التي تتطلب تحمل مسؤولية.
ثالثا.. كيفية التعامل:
1- شارك المرح: استمتع بالوقت معه وشارك في أنشطته.
2- لا تطلب منه الكثير: لا تتوقع منه أن يكون سندًا عاطفيًا في الأزمات العميقة.
3- اجعل العلاقة خفيفة: ركز على الجوانب الممتعة في العلاقة.
3. الصديق المصلحي
هذا الصديق يظهر في حياتك عندما يكون لديه حاجة معينة، ويختفي عندما تنتهي.
أولا… الصفات الإيجابية (وهمية):
1-قد يبدو ودودًا ومُهتمًا في البداية.
2- قد يكون مُثابرًا في التواصل معك للحصول على ما يريد.
ثانيا… الصفات السلبية:
1- انتهازي: يستغل طيبتك للحصول على منفعة.
2- مُخادع: قد لا تكون نواياه واضحة.
3- غير مخلص: يختفي فور انتهاء حاجته.
ثالثا… كيفية التعامل:
1- ضع حدودًا واضحة: لا تتردد في قول “لا” عندما يطلب منك شيئًا.
2- كن حذرًا: لا تمنحه ثقتك الكاملة أو تشاركه تفاصيل شخصية.
3- أنهِ العلاقة: إذا لاحظت أن العلاقة مبنية فقط على المصالح، فمن الأفضل إنهاؤها بهدوء.
4. الصديق المنتقد (السام)
هذا النوع من الأصدقاء لا يفوت فرصة للانتقاد أو التقليل من شأنك.
أولا..الصفات الإيجابية (لا توجد):
قد يظن أنه يساعدك من خلال “نصحه” الدائم، لكنه في الحقيقة يقلل من ثقتك بنفسك.
ثانيا.. الصفات السلبية:
1- مُثبط: يجعلك تشعر أنك غير كافٍ.
2-حاسد: قد يغار من نجاحك.
3- سلبي: يرى الأخطاء في كل شيء.
ثالثا.. كيفية التعامل:
1- لا تأخذ الأمور على محمل شخصي: تذكر أن المشكلة لديه وليس لديك.
2- قلل من التواصل: تجنب قضاء الكثير من الوقت معه.
3- اطلب منه التوقف: إذا استمر في الانتقاد، يمكنك أن تقول له بوضوح: “أنا لا أقدر هذا النوع من الكلام”.
أفضل أنواع الأصدقاء للاستثمار في الصداقة
لا شك أن الصديق الداعم هو الأفضل. الاستثمار في هذه الصداقة يعود عليك بفوائد عظيمة:-
1- الدعم العاطفي: ستحصل على شخص يمكنك الاعتماد عليه في أصعب اللحظات.
2- النمو الشخصي: هذا الصديق يشجعك على أن تصبح نسخة أفضل من نفسك.
3- الثقة: ستشعر بالأمان معه، لأنك تعلم أنك محل ثقته وأنه يحافظ على خصوصياتك.
4- الاستقرار: هذه العلاقة مبنية على أساس قوي من الاحترام والمحبة، مما يجعلها تدوم لفترة طويلة.
على الجانب الآخر، فإن الاستثمار في صداقة الصديق المصلحي أو المنتظر ليس له أي مردود إيجابي، بل قد يكون له مردود سلبي يتمثل في استنزاف طاقتك وثقتك بنفسك.
الخلاصة، الصداقة ليست مجرد وجود أشخاص حولك، بل هي جودة هذه العلاقات وتأثيرها على حياتك. اختر أصدقاءك بحكمة، واستثمر في العلاقات التي تضيف لك لا التي تأخذ منك.وتذكر دائما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصداقة وتأثيرها علي الإنسان إذ يقول :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة.” (متفق عليه)….