الأحد 6 ربيع الثاني 1447 | 28 - سبتمبر - 2025 - 8:01 ص
الرئيسيةمقالاتالتعليم في عصر الشاشات وتراجع الكتب الورقية

التعليم في عصر الشاشات وتراجع الكتب الورقية

 

  بقلم : جمال حشاد 

 

يشهد العالم اليوم تحوّلًا جذريًا في أساليب التعليم، إذ أصبحت الشاشات الرقمية بمختلف أشكالها—من الهواتف الذكية إلى الحواسيب اللوحية—أدواتٍ أساسية في العملية التعليمية. هذا التحول أثّر بشكل مباشر في مكانة الكتاب الورقي، الذي كان لعقود طويلة المصدر الرئيسي للمعرفة والتعلم.

 

التعليم الرقمي: فرص وتحديات: حيث أتاح التعليم الرقمي فرصًا واسعة للوصول إلى المعلومات بسرعة وبتكلفة أقل. فالمقررات الإلكترونية، والدروس المصوّرة، والتطبيقات التفاعلية جعلت التعلم أكثر جذبًا للطلاب، وسهّلت التعليم عن بعد، خصوصًا في أوقات الأزمات مثل جائحة كورونا.

لكن هذا التطور يصاحبه تحديات، أبرزها تشتت الانتباه، وتراجع مهارات القراءة العميقة، إضافة إلى مشاكل صحية مثل إرهاق العينين وقلة النشاط البدني.

 

وتراجعت الكتب الورقية: مع ازدياد الاعتماد على الشاشات، شهدت مبيعات الكتب الورقية انخفاضًا ملحوظًا في كثير من الدول. يعود ذلك إلى سهولة تخزين آلاف الكتب الرقمية على جهاز واحد، وانخفاض أسعار النسخ الإلكترونية مقارنة بالورقية. ومع ذلك، لا يزال الكتاب الورقي يحتفظ بجاذبية خاصة، إذ يفضله البعض لشعور اللمس ورائحة الورق ولتأثيره الإيجابي في التركيز.

 

موازنة بين القديم والجديد:

 

التعليم الأمثل اليوم يتطلب موازنة بين التقنيات الحديثة والطرق التقليدية. يمكن دمج الكتب الرقمية مع الورقية، بحيث يستفيد الطالب من مزايا كلٍ منهما. فالكتب الورقية تُنمّي مهارة التركيز وتمنح استراحة من الشاشات، بينما توفّر الموارد الرقمية تحديثًا سريعًا ومحتوى متنوعًا.

 

لا يُعد تراجع الكتب الورقية نهايةً لدورها، بل هو دعوة لإعادة التفكير في كيفية توظيفها إلى جانب الوسائط الحديثة. إن مستقبل التعليم يكمن في التكامل بين الكتاب والشاشة، حيث يلتقي عبق الورق بإمكانات التقنية لخلق تجربة تعليمية متوازنة وفعالة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا