أماني إمام
قضت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، اليوم السبت 27 ديسمبر، بمعاقبة الإعلامية مها الصغير بالحبس لمدة شهر، وتغريمها 10 آلاف جنيه، على خلفية اتهامها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية لعدد من الفنانين الأوروبيين، بعد ثبوت استخدامها لوحات فنية مملوكة لهم داخل أحد البرامج التلفزيونية، ونسبتها إلى نفسها دون الحصول على إذن مسبق.
وكانت النيابة العامة قد أحالت مها الصغير إلى المحكمة الاقتصادية عقب انتهاء التحقيقات، التي كشفت عرضها أعمالًا فنية محمية بحقوق ملكية فكرية دون موافقة أصحابها، وهو ما دفع الجهات المالكة لتلك اللوحات إلى تقديم بلاغات رسمية للمطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وتعود تفاصيل الأزمة إلى شهر يوليو الماضي، حين أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، قرارًا بمنع مها الصغير من الظهور الإعلامي لمدة ستة أشهر، لمخالفتها المعايير والأكواد المهنية المعتمدة. كما وجّه المجلس لفت نظر لفريق عمل برنامج «معكم منى الشاذلي» بسبب عدم تحري الدقة في إعداد الحلقة، ما أدى إلى مخالفة الضوابط المهنية.
وقرر المجلس الأعلى للإعلام حينها إحالة الواقعة إلى النيابة العامة، استنادًا إلى مواد قانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، وقانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018.
وكانت مها الصغير قد ظهرت ضيفة في برنامج «معكم منى الشاذلي»، وادعت خلال الحلقة أنها صاحبة ثلاث لوحات فنية عُرضت على الشاشة، قبل أن يتبين لاحقًا أن اللوحات تعود لثلاثة فنانين أجانب، ما أثار موجة واسعة من الجدل.
وفي أعقاب ذلك، أصدرت مها الصغير اعتذارًا رسميًا عبر حسابها على «إنستغرام»، أعربت فيه عن أسفها لما حدث، وقدمت اعتذارها للفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون ولجميع الفنانين المتضررين، إضافة إلى القائمين على البرنامج، مؤكدة أن ما مرت به من ظروف شخصية صعبة لا يبرر الخطأ الذي وقعت فيه.
ومن جانبها، علّقت الإعلامية منى الشاذلي على الواقعة، موضحة أن الحلقة كانت مسجلة منذ نحو شهر، وأن مها الصغير كانت واحدة من بين تسعة ضيوف تحدثوا عن مواهبهم، وأن البرنامج تعامل مع الأمر فور اكتشاف الحقيقة، حيث تم نشر الأعمال منسوبة إلى أصحابها الأصليين، والتواصل مع الفنانين الأجانب للاعتراف بحقوقهم الأدبية.
وأكدت منى الشاذلي أن البرنامج التزم بالإجراءات المهنية المتعارف عليها، وفضّل عدم الإساءة للضيفة أو اتخاذ إجراءات تصعيدية ضدها، مشددة على أن التعامل الإنساني والمهني كان هو الأساس في إدارة الأزمة، رغم ما أثارته من غضب وانتقادات واسعة.
