دارين محمود
الجيزة | 28 ديسمبر
في أعقاب واقعة الهروب الجماعي المثيرة للجدل لنزلاء إحدى مصحات علاج الإدمان بمنطقة البدرشين، بدأت تتكشف تفاصيل صادمة حول الأوضاع المأساوية التي كان يعيشها المودعون داخل هذا المركز غير المرخص.
“لا آدمية ولا رقابة”
روى أحد شهود العيان المقيمين بالقرب من موقع الحادث تفاصيل تبرز حجم الإهمال داخل المنشأة، مؤكداً أن المكان لا يصلح للاستخدام البشري، فضلاً عن كونه مركزاً طبياً.
وقال الشاهد في تصريحات خاصة: “المصحة كانت عبارة عن مبنى ضيق جداً، والنزلاء محشورون في غرف غير مجهزة. الكارثة الكبرى هي أن المركز بالكامل لا يوجد به سوى حمام واحد فقط يخدم عشرات النزلاء، مما جعل الوضع الصحي والبيئي هناك لا يطاق.”
وأضاف الشاهد أن حالة التكدس وسوء المعاملة كانت تظهر بوضوح من خلال صرخات الاستغاثة التي كانت تُسمع أحياناً، مشيراً إلى أن “المكان كله على بعضه” يفتقر لأدنى معايير السلامة أو الفصل بين الحالات المختلفة.
وحسب التحقيقات الأولية وشهادات الجيران، بدأت الواقعة عندما استغل النزلاء حالة من التراخي الأمني أو المشادات مع المشرفين، وقاموا بالهجوم على الأبواب والخروج بشكل جماعي إلى الشوارع المحيطة، مما أثار حالة من الذعر بين المارة وسكان المنطقة.
تبين أن المصحة تدار بدون تصاريح رسمية من وزارة الصحة أو الجهات المعنية.
وجود دورة مياه واحدة فقط لعدد كبير من المرضى.
الاعتماد على “مشرفين” غير مؤهلين للتعامل مع حالات الإدمان.
باشرت النيابة العامة بمركز البدرشين التحقيقات في الواقعة، حيث طالبت بسرعة ضبط وإحضار صاحب المصحة والقائمين عليها. كما كلفت الأجهزة الأمنية بالتحري عن هوية النزلاء الهاربين لضمان سلامتهم وإعادتهم لذويهم أو لمراكز علاجية معتمدة تحت إشراف الدولة.
تأتي هذه الواقعة لتدق ناقوس الخطر مرة أخرى حول ظاهرة “مصحات بير السلم” التي تستغل حاجة الأسر لعلاج أبنائهم، وتحولها إلى مراكز للاحتجاز القسري في ظروف غير إنسانية.
