كتبت ـ مها سمير
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبلغت تل أبيب بشكل غير علني بنيّتها بدء انسحاب تدريجي لقواتها من سوريا خلال الشهرين المقبلين، مما أثار قلقًا متزايدًا داخل أروقة الأمن الإسرائيلي.
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن مسؤولين أمنيين أمريكيين أطلعوا المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على الخطوات المتوقعة، في وقت تواصل فيه إسرائيل الضغط على واشنطن لإبطاء هذا الانسحاب، خشية تغيّرات استراتيجية في موازين القوى داخل سوريا.
وتخشى إسرائيل من أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى توسع النفوذ التركي في الشمال السوري، خاصة في مناطق ذات أهمية استراتيجية، ما قد يهدد المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد. ووفقًا للصحيفة، فإن تل أبيب تتابع بقلق احتمالية تصاعد النفوذ التركي على حساب الحضور الأمريكي.
من جهته، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأسبوع الماضي أن بلاده تُجري محادثات فنية مع إسرائيل بهدف تهدئة التوترات المرتبطة بالملف السوري، مع التأكيد على أن هذه المحادثات لا ترقى إلى مستوى التطبيع الكامل للعلاقات.
في المقابل، ما زالت أنقرة تتهم إسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية تمس بوحدة البلاد، مطالبة تل أبيب بوقف ما وصفته بـ”الهجمات الاستفزازية”.
أفادت الصحيفة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرض التوسط بين إسرائيل وتركيا خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، مستندًا إلى علاقاته الوثيقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
هذا الانسحاب المتوقع يفتح الباب أمام تحولات إقليمية معقدة، قد تعيد ترتيب التحالفات وتدفع أطرافًا إقليمية، مثل إيران وتركيا، إلى استغلال الفراغ الأميركي لتعزيز حضورها في سوريا، وسط ترقب إسرائيلي حذر لما ستؤول إليه الساحة السورية في الأشهر القادمة.
