كتبت ـ مها سمير
شهدت محافظة الخليل في الضفة الغربية، اليوم السبت، سلسلة اقتحامات واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد ميداني مستمر يستهدف القرى والبلدات الفلسطينية.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن جنود الاحتلال اقتحموا قرية الطبقة جنوب الخليل، وتمركزوا على سطح خزان مياه مرتفع يطل على القرية بأكملها، في خطوة تعكس نوايا أمنية لمراقبة التحركات الفلسطينية عن كثب. كما طالت الاقتحامات مخيم العروب، حيث أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز السام من البرج العسكري المقام على مدخل المخيم باتجاه المنازل، ما تسبب في حالات اختناق بين السكان.
وفي شمال وشرق الخليل، داهمت قوات الاحتلال بلدتي الشيوخ وسعير أكثر من مرة خلال الساعات الماضية، وسط تفتيش للمنازل واستفزازات بحق السكان.
ولم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، فبحسب ما وثقته بلدية الخليل، فقد اقتحمت قوات الاحتلال، يوم أمس الجمعة، سوق الحلال للمواشي الواقع في المنطقة الجنوبية للمدينة، واعتدت على الباعة الفلسطينيين بإطلاق قنابل الصوت والغاز، وأجبرتهم على إغلاق السوق تحت تهديد السلاح. ووصفت بلدية الخليل ما جرى بأنه اعتداء خطير وممنهج على المرافق الحيوية للمدينة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
في السياق ذاته، يستمر الحصار العسكري المفروض على مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث يدخل العدوان يومه الـ104 على المدينة، والـ91 على مخيم نور شمس.
وتشهد المخيمات اقتحامات ليلية متكررة، وانفجارات عنيفة، وإطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الصوت، بالتزامن مع تحليق طائرات مسيرة فوق المنطقة.
وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ سياسة “الأرض المحروقة” داخل مخيم نور شمس، حيث هدمت خلال الأسبوع الماضي عدداً من المنازل في أحياء المنشية، المسلخ، الجامع، العيادة، والشهداء، ضمن خطة موسعة لهدم 106 منشآت سكنية في كلا المخيمين، ما يزيد المخاوف من تهجير قسري وشيك.
وتشهد أحياء شرق طولكرم، لا سيما دوار السلام، ودوار المسلخ، ودوار أبو صفية، ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت، تحركات عسكرية مكثفة خلال الليل، وسط عمليات اقتحام ومداهمات أجبرت عائلات فلسطينية، أبرزها عائلتا أبو صفية وأبو عقل، على إخلاء منازلها.
كما هددت قوات الاحتلال بهدم النصب التذكاري للشهيد أمير أبو خديجة في حال لم يُزَل، وهو الذي استُشهد برصاص الاحتلال في 23 مارس 2023، في دلالة واضحة على استهداف الذاكرة الوطنية الفلسطينية ومحاولة طمس رموز المقاومة.
