كتبت ـ مها سمير
لقي ثلاثة جنود إسرائيليين مصرعهم وأُصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة، جراء استهداف مباشر لعربة عسكرية من طراز “هامر” بصاروخ مضاد للدروع في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.
الهجوم، الذي وقع وسط اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين، عرقل بشكل كبير محاولات إجلاء الجنود المصابين، حيث واجهت طائرات مروحية عسكرية صعوبة في الهبوط وسط النيران الكثيفة.
وأفادت التقارير بأن الجنود القتلى ينتمون إلى اللواء التاسع، أحد الألوية المشاركة في العمليات البرية داخل القطاع.
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، إذ كثفت إسرائيل من تهديداتها خلال الأيام الماضية، حيث صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قائلاً: “إما أن تطلق حماس سراح المختطفين أو سيتم تدميرها بالكامل”، مضيفًا أنه أعطى أوامر مباشرة للجيش بمواصلة استهداف الأهداف في غزة دون انتظار نتائج المفاوضات الجارية.
وتُعد هذه الخسائر من بين الأثقل التي تتعرض لها القوات الإسرائيلية منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس 2025، عقب توقف مؤقت استمر نحو شهرين بموجب اتفاق تهدئة تم التوصل إليه مع حركة حماس في يناير الماضي. إلا أن تعثر جهود التوصل إلى مرحلة ثانية من الاتفاق أدى إلى انهياره، وعودة التصعيد العسكري إلى الواجهة.
التطورات الميدانية في جباليا تشير إلى اشتداد المواجهات البرية، وتُظهر هشاشة الوضع الأمني في شمال القطاع، في وقت لا تزال فيه المفاوضات بشأن الأسرى والتهدئة تواجه طريقًا مسدودًا، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية.
