د. إيمان بشير ابوكبدة
تلقت السيدة فيروز، قامة الغناء اللبناني الشاهقة، صدمةً قاسية أدت إلى انهيار مؤقت فور انتشار أنباء عن وفاة نجلها، الفنان زياد الرحباني. وقد هرع فريق طبي إلى منزلها في بيروت، وسط أجواء من الحزن والأسى التي خيّمَت على محيط العائلة والوسط الفني.
تعد العلاقة بين فيروز وزياد استثنائية بكل المقاييس؛ فلم تقتصر على روابط الأمومة والبنوة، بل امتدت لتُشكل شراكة فنية فريدة أثمرت عن أعمال خالدة. بدأ هذا التعاون الفني مبكرًا، حيث لحّن زياد لوالدته أغنية “سألوني الناس” وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وذلك خلال فترة مرض والده عاصي الرحباني.
على مر العقود، ترك زياد الرحباني بصمته الخاصة في عالم الموسيقى، مقدّمًا رؤية فنية متفردة وأسلوبًا جديدًا في التوزيع الموسيقي. لحن زياد لفيروز مجموعة من أشهر أغانيها التي لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم، مثل “كيفك إنت”، “قهوة”، “عودك رنان”، و”ولا كيف”. يُشكل رحيل زياد خسارةً فادحةً ليس فقط لوالدته وعائلته، بل للثقافة والفن العربي بأسره.
