
د. إيمان بشير ابوكبدة
قالت مصادر سياسية لصحيفة الأخبار اللبنانية، السبت، إن خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله من خلال مصادرته تتضمن نشر الجيش في جميع أنحاء البلاد حتى استعادة السيادة العسكرية الكاملة للدولة.
وأضافت المصادر أن اجتماعات تمهيدية جرت مؤخراً بين قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل وممثلين عن حزب الله، أكد خلالها الحزب أنه لا يسعى إلى المواجهة مع الجيش، بل يهدف إلى مواصلة النضال السياسي ضد الحكومة.
مع ذلك، وصف قائد الجيش اللبناني الخطة بأنها غير واقعية. ورغم موافقة الحكومة عليها مساء الجمعة، أبلغ هيكل الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام أن الجيش لن يتمكن من تنفيذها بالوتيرة التي حددتها الولايات المتحدة.
وبحسب قوله، فإن دور الجيش الأساسي هو الحفاظ على الاستقرار المدني الداخلي، وليس الدخول في صراعات مع الأطراف السياسية والعسكرية في لبنان. وأضاف أنه لا يمكن تحديد جدول زمني نظرًا للوضع الاقتصادي الراهن للجيش.
وبحسب صحيفة “الأخبار”، تتضمن الخطة التي أقرتها الحكومة خمس مراحل: استمرار انتشار الجيش جنوب نهر الليطاني، وتوسيع الانتشار إلى المنطقة بين نهري الليطاني والأولي، ودخول بيروت التي تعتبر ضاحيتها الجنوبية معاقل لحزب الله، وتوسيع العمليات إلى سهل البقاع، وأخيراً تثبيت السيادة العسكرية الكاملة مع تركيز كل الأسلحة تحت سيطرة الدولة.
وقررت الحكومة أيضاً تعزيز انتشار الجيش وإقامة نقاط تفتيش لمنع تهريب الأسلحة، وإغلاق المعابر غير الشرعية على طول الحدود السورية، والحد من تهريب المخدرات، وإطلاق عمليات لتحديد مواقع الأسلحة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
بعد إقرار الخطة، أكدت الحكومة أن تنفيذها مرهون بوفاء إسرائيل بالتزاماتها. غادر خمسة وزراء تابعين لحزب الله وحليفته حركة أمل، اجتماع مجلس الوزراء احتجاجًا قبل أن يبدأ قائد الجيش بعرض الخطة.
أكد وزير الإعلام اللبناني بول ماركوس لاحقًا أن تنفيذ الخطة التي اقترحها المبعوث الأمريكي توم باراك يعتمد على اتخاذ إسرائيل خطوات موازية، بما في ذلك وقف الهجمات في لبنان والانسحاب التدريجي من المواقع المتبقية في جنوب لبنان. وأضاف ماركوس أن رئيس الوزراء أكد خلال الاجتماع أن تعافي لبنان الاقتصادي يعتمد على تحقيق الأمن الكامل وضمان حصر السلاح بيد الدولة.
في مطلع أغسطس، أفادت التقارير أن الحكومة اللبنانية وافقت على مقترح أمريكي لنزع سلاح حزب الله، يدعو إلى مركزية السلاح تحت سيطرة الدولة ونشر الجيش في جنوب لبنان. ووفقًا لماركوس، وافقت الحكومة حينها على “الأهداف العامة” للخطة المكونة من أربع مراحل، والتي شملت نزع سلاح الحزب تدريجيًا ووقفًا فوريًا للهجمات الإسرائيلية على لبنان.
وتتضمن الخطة، التي من المتوقع أن تؤدي إلى نزع سلاح حزب الله بالكامل خلال 120 يوما، أيضا انسحابا إسرائيليا من المواقع المتنازع عليها على طول الحدود.