د/ حمدان محمد
شهدت المملكة العربية السعودية حدثاً دينياً وتاريخياً مهماً بتعيين الدكتور الشيخ صالح بن حميد آل الشيخ مفتياً عاماً للمملكة ورئيساً لهيئة كبار العلماء خلفاً لفضيلة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله
ويُعد الشيخ صالح بن حميد من كبار العلماء الموثوقين في العالم الإسلامي حيث جمع بين العلم الشرعي الغزير والخبرة الواسعة في خدمة الدعوة الإسلامية والفقه والقضاء وله باع طويل في العمل الأكاديمي والشرعي كما يُعرف عنه الحكمة والاعتدال والحرص على وحدة الكلمة ونشر الوسطية التي قامت عليها دعوة المملكة منذ تأسيسها
ويأتي هذا القرار ليواصل مسيرة المملكة في دعم المرجعية الدينية الراسخة وتثبيت مكانتها كقبلة للمسلمين ومنارة للعلم الشرعي في العالم الإسلامي حيث إن منصب المفتي العام يُعتبر من أهم المناصب الدينية في البلاد والمسؤول الأول عن إصدار الفتاوى الشرعية وتوجيه المسلمين بما يوافق الكتاب والسنة
وفي الوقت نفسه رفع المسلمون أكف الضراعة بالدعاء بالرحمة والمغفرة لسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي رحل عن الدنيا بعد رحلة طويلة من خدمة الدين والعلم والإفتاء وترك إرثاً كبيراً من الفتاوى والمؤلفات والخطب التي انتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها سائلين الله أن يجعلها في ميزان حسناته وأن يُسكنه الفردوس الأعلى
فإن تعيين الشيخ صالح بن حميد يمثل امتداداً للنهج الشرعي الراسخ للمملكة وضماناً لاستمرار صوت الحكمة والوسطية والاعتدال في عالم يعاني من الانقسامات الفكرية والدينية ويُنتظر أن يشهد عهده نشاطاً علمياً ودعويّاً متجدداً يواكب تطلعات المسلمين في الداخل والخارج