د. إيمان بشير ابوكبدة
تشهد الدنمارك موجة من التوتر بعد سلسلة من حوادث تحليق طائرات مسيرة مجهولة فوق مطاراتها الحيوية. هذه الحوادث، التي أجبرت السلطات على إغلاق بعض المطارات لساعات، تأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وتثير تساؤلات حول الأهداف من ورائها.
حوادث متكررة وإجراءات أمنية
بعد يومين فقط من إغلاق مطار كوبنهاغن بسبب تحليق طائرة مسيرة، أعلنت الشرطة الدنماركية عن رصد طائرات مماثلة فوق مطارات أخرى في البلاد، مثل ألبورغ وإيسبيرغ. كان أبرز هذه الحوادث هو إغلاق مطار ألبورغ، أحد أكبر المطارات في الدنمارك، لساعات. وعلى الرغم من الجهود المكثفة للشرطة، لم تتمكن السلطات من إسقاط هذه الطائرات أو القبض على مشغليها، ما يزيد من غموض الموقف.
ردود فعل سياسية وتوترات إقليمية
وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، هذه الحوادث بأنها “الهجوم الأخطر” على البنية التحتية الحيوية في البلاد. وأشارت إلى أن هذا النوع من الهجمات يتوافق مع نمط جديد من التهديدات التي تشهدها أوروبا، مثل حوادث مماثلة في بولندا ورومانيا، وانتهاك الطيران الروسي للمجال الجوي الإستوني. ورغم نفي موسكو أي صلة لها بهذه الحوادث، لم تستبعد فريدريكسن احتمال تورط روسيا، خاصة في ظل استمرار التوترات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
تحقيق واسع النطاق
تجري السلطات الدنماركية حاليًا تحقيقًا واسعًا بالتعاون مع جهاز الاستخبارات والقوات المسلحة للكشف عن ملابسات هذه الاختراقات الجوية. حتى الآن، لا تزال دوافع هذه الطائرات مجهولة، ولكن التهديد الذي تمثله على سلامة الملاحة الجوية والبنية التحتية يجعلها أولوية قصوى للأمن القومي الدنماركي. هذه الأحداث تأتي في وقت حساس، حيث أعلنت الدنمارك مؤخرًا عن خططها لتعزيز قدراتها الدفاعية بشراء أسلحة دقيقة بعيدة المدى، في إشارة إلى أن روسيا ستظل تمثل تهديدًا لسنوات قادمة.