د. إيمان بشير ابوكبدة
تتواصل المساعي بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية بهدف التوصل إلى تفاهم مبدئي حول آلية دمج القوات ضمن المؤسستين العسكرية والأمنية في دمشق، في ظل أجواء وُصفت بالإيجابية والبنّاءة.
وفي بيان رسمي، أوضحت “الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا” أن وفدين يقودهما قائد قسد مظلوم عبدي، عقدا اجتماعات في العاصمة دمشق مع كل من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ووزير الداخلية أنس خطاب.
وخلال اللقاء الأول، نوقشت سبل إدماج قوات قسد، بما فيها وحدات حماية المرأة، ضمن الجيش السوري، حيث اعتُبرت المباحثات “عميقة وبنّاءة”. أما الاجتماع الثاني، فتركّز على دمج الأجهزة الأمنية التابعة لقسد مع المؤسسات الأمنية السورية تحت مظلة وزارة الداخلية.
وأكدت الإدارة الذاتية أن هذه الجولة من المحادثات تشير إلى إمكانية بناء حوار جاد بين الطرفين، مشيرة إلى أن جولات جديدة من الاجتماعات من المتوقع عقدها قريباً لاستكمال البحث في التفاصيل.
يأتي ذلك بعد زيارة قام بها مظلوم عبدي إلى دمشق الأسبوع الماضي، التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب مسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية، في محاولة لتفعيل اتفاق العاشر من مارس، الذي ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا، وضمان حقوق الأكراد دستورياً، وعودة النازحين، ورفض مشاريع التقسيم.
رغم ذلك، ما تزال هناك عقبات تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي، أبرزها تمسّك الإدارة الذاتية بالحفاظ على خصوصية قسد داخل الجيش السوري، مقابل إصرار دمشق على مركزية الدولة ورفض أي طرح للامركزية السياسية.
ورغم التباينات، يُنظر إلى الأجواء الحالية على أنها فرصة لإحياء الحوار بعد سنوات من الجمود، وسط ترقّب لما ستفضي إليه اللقاءات المقبلة.
