د.نادي شلقامي
أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم السبت أنه قدم اعتذارًا رسميًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة لاحتواء تصعيد حاد في التوترات التجارية بين الجارتين. جاء هذا الاعتذار على خلفية إعلان مناهض للرسوم الجمركية بثته حكومة إقليم أونتاريو الكندي، والذي أظهر الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان.
تفاقمت حدة التوتر في العلاقات التجارية عندما قام إقليم أونتاريو، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة داخل كندا، ببث إعلان تلفزيوني يهاجم السياسات الحمائية لترامب عبر استدعاء مقولات للرئيس الراحل ريغان. ويُظهر الإعلان ريغان وهو يحذر من أن فرض الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية يهدد باندلاع “حروب تجارية” تؤدي إلى فقدان الوظائف وتضر بالنمو الاقتصادي، في إشارة واضحة للتهديدات الأمريكية بزيادة الرسوم على الواردات الكندية.
ترامب يوقف المحادثات ويهدد بزيادة الرسوم
الرد الأمريكي كان سريعًا وحازمًا. فقد أعرب الرئيس ترامب عن استيائه الشديد، واصفاً الحملة الإعلانية بأنها “زائفة” وتحريف خطير للحقائق. وكنتيجة مباشرة لهذا “التصرف العدائي”، أعلن ترامب قراره بوقف جميع المحادثات التجارية المعلقة بين واشنطن وأوتاوا بشكل فوري، بل وهدد بزيادة الرسوم الجمركية الحالية على المنتجات الكندية بنسبة إضافية قدرها 10 في المئة.
كارني يعترف بالغضب الأمريكي ويفتح باب التفاوض
من جانبه، سعى مارك كارني، الذي أدلى بتصريحاته للصحافيين في مدينة غيونغجو الكورية الجنوبية على هامش فعالية دولية، إلى احتواء الأزمة الدبلوماسية. وقال كارني: “اعتذرت إلى الرئيس. كان الرئيس (ترامب) مستاء”.
ورغم الاعتراف بمدى غضب ترامب، شدد رئيس الوزراء الكندي على أن قناة الحوار ما زالت مفتوحة، مؤكداً أن المحادثات التجارية الحاسمة ستُستأنف بمجرد أن تكون واشنطن “مستعدة” لذلك. ويشير المراقبون إلى أن هذا الاعتذار يمثل خطوة تكتيكية من أوتاوا تهدف إلى نزع فتيل الأزمة واستئناف الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد، خاصة في ظل الأهمية القصوى للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ويأتي هذا التطور ليؤكد على هشاشة المفاوضات التجارية الجارية والتأثير الكبير للعوامل غير الاقتصادية، مثل الحملات الإعلامية والتوترات السياسية، على مسار العلاقات الثنائية بين كندا والولايات المتحدة.
