الجمعة 4 ربيع الثاني 1447 | 26 - سبتمبر - 2025 - 6:31 ص
الرئيسيةالأدبمالايعلمه الحمار

مالايعلمه الحمار

كتبها لكم/ د.محمد فؤاد منصور

——-

هو العنوان الذي اخترته لمجموعة كبيرة من كتاباتي السردية القصيرة والقصيرة جداً ممالايمكننا أن نطلق عليه قصصاً قصيرة أو القصيرة جداً بسماتها المعروفة لدى كتاب ونقاد القصة الحديثة..

هذه الومضات السردية تحمل دلالة خاصة في مناسبة خاصة أو ربما تشير من طرف خفي إلى داء ما مستشرٍ في المجتمع .

منها على سبيل المثال هذه الومضات :

1-تنازل

لدواعي السفر

عروس جامعية

ممشوقة القوام

متوسطة الجمال

لديها شقة

ومطعمة ضد كورونا.

‎2- تكميم

سألوه لماذا تضع كمامتين ؟

قال :

واحدة وضعتها كي لايتسرب منها الفيروس

والثانية وضعوها كي لاتتسرب منها شتائمي للحكومة .

‎3- ما لايعلمه الحمار

في طريقنا الطويل برز سؤال هام ، كيف سنصل إلى المدينة وليس معنا سوى حمارٌ واحد ؟

بعد أخذ ورد اتفقنا على أن يركب كل منا شوطاً ، لكنه جمع كل البرسيم الذي في القرية فلم يبق بحوزتنا منه شيئ .. ركب ولم ينزل .

اختصار النصوص لأقل عدد من الكلمات مهارة مطلوبة مع تعدد الاهتمامات وضيق الوقت والحاجة إلى اختصار مقال كامل في كبسولة تحمل فكرة ما ويحفظ لنا التاريخ مقولة الزعيم سعد زغلول حين أرسل رسالة طويلة من عدة صفحات للإمام محمد عبده وكتب في نهايتها:

” عذراً للإطالة فليس لدي وقت للاختصار”

و قد برع العرب منذ قديم قبل غيرهم في استخدام هذه الفنون التعبيرية المختصرة والموجزة فيماكان يعرف بفن التوقيعات التي ظهرت منذ ماقبل زمن الأمويين وازدهر في العصر العباسي الأول فالعربي منذ قديم مولع بالإيجاز والاختصار وإدراج المعاني الكبيرة في أقل عدد من الكلمات وخير الكلام لديه هو ماقل ودل فتطور فنون التعبير السردي القصير نشأ منذ قديم ويقال إن فن التوقيع عند العرب نشأ مع نشأة الإسلام ومنذ خلافة عمر بن الخطاب وأخذ في التطور مع إنشاء الدواوين وتمدد الدولة واتساع رقعتها وتعدد الولايات والحاجة إلى مخاطبة الولاة وإصدار التوجيهات والأوامر لهم تصريحاً أو تلميحاً في أقل عدد من الكلمات

وكمثال على ذلك يحمل لنا منذ زمن الأمويين توقيع معاوية ابن أبي سفيان حين أرسل إليه ربيعة بن عسل اليربوعي يسأله أن يعينه على بناء دار له بالبصرة العراقية، بإثنى عشر ألف جذع من النخل، فوقَّع معاوية على رسالته بقوله: «أدارك في البصرة، أم البصرة في دارك؟!».

أو رد عبد الملك بن مروان على الحجاج بن يوسف الثقفي حين أرسل يبلغه بقوة عبد الرحمن بن الأشعث

حين رد عليه

«بضعفك قوي، وبخوفك طمع».

وتوسع استخدام هذا الفن السردي القصير إلى زمن العباسيين فتطور أكثر وربما صارت العبارات الموجزة فيه أكثر طولاً .

رفع صاحب خرسان إلى المنصور العباسي عبد الله أبو جعفر، رسالة، ظهر للخليفة منها أن عامله أساء في التصرف، فوقَّع عليها بقوله:

«شكوت فأشكيناك، وعتبت فأعتبناك، ثمَّ خرجت على العامة، فتأهب لفراق السلامة»

ورفعت للمأمون العباسي قصة عامل له كثرت منه الشكوى فكتب إليه :

«قد كثر شاكوك، وقل شاكروك، فإما اعتدلت، وإما اعتزلت».

وشكا والي مصر نقص مياه النيل للخليفة أبو جعفر المنصور فكتب له :

” طهر عسكرك من الفساد، يعطك النيل القياد ”

هكذا يكون السرد الموجز ، يحمل رسالة بليغة أو يلمح ولا يصرح ..

مقالات ذات صلة

محاولة

حين أتنفسك

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا