كتبت دارين محمود
ستُزاح الستارةُ يومًا، ويأتي وقتُ الرحيل. لن يتبقّى منّي سوى جدرانٍ باهتةٍ، نُقشت عليها مقتطفاتٌ من حياتي. كلّ رسمٍ، وكلّ كلمةٍ، تحكي قصةً لا تُنسى.
هذا جدارٌ كتبته بحبرٍ جفّ، فتركتُ أثره حفرًا عميقًا: “كنتُ طفلةً مدللةً حتى ماتَ أبي، فأصبحتُ شيخةً في مقتبلِ العمر”. وفي أسفلِ الجدار، كتبتُ بخطٍ خافتٍ: “سيأتي يومٌ وآخذُ من الدنيا سعادة”.
بينما بريشةٍ حمراءَ، رسمتُ قلبًا صغيرًا وكتبتُ بجانبه: “وحدَه يحبّني”. ولصديقتي التي كانت مرآتي، تركتُ لها عبارةً بسيطةً تحملُ كلّ المعاني: “أنتِ مرآتي”. ثمّ همستُ للجدارِ الأخيرِ بعبارةٍ موجعةٍ: “ظلمتني الحياة”.
لم تنتهِ المقتطفاتُ بحلوها ومرها، لكنّ الحكاياتَ ستُسدلُ عليها الستائرُ فورَ رحيلي، وعندها فقط، سأكفُّ عن البوحِ للجدران وأذهب كالغريب وكأني لم اكن موجود