دولت فاروق
شيء أزرق، ثابت، بلا روح تمثال صغير أو دمية،
اقترب جاكس ذاك الرجل الذي يزن قرابة ال 120 كيلو من العضلات ورئيس الانضباط في نادي دراجات نارية محلي ،
من ذلك “التمثال الأزرق” ثم سمع أنينًا خافتًا، متقطعًا، يكاد لا يُسمع.
عندها فقط أدرك الحقيقة لم يكن شيئًا بل كان روحًا تحاول أن تتشبث بالحياة.
كان جاكس يسلك طريقًا خلفيًا خلف ورش تصليح السيارات حين لمح اللون الأزرق الصـارخ قرب القمامة،ما رآه كان شيئا غريبا ،مخيفا، كـلب صغير، هزيل حتى العظم، مغطى بالكامل بطلاء صناعي ثقيل البرد الليلي حوّل الطلاء إلى قشرة صلبة، سجـ.نٍ أزرق أحكم إغلاقه على جسده لم يستطع المشي، ولا حتى الانكماش ليتدفأ كان واقفًا، متيبسًا، يرتجف بعـنف ينتظر التجمد.
لم يتردد جاكس لحظة، لم يهتـم بأن الطلاء قد يُفسد سترته الجلدية، ولا بقـذارة الزقاق ركع في الوحل، وحمل الجسد الصغير بين ذراعيه همس بصوت مكسـور:
«يا إلهي ماذا فعلوا بك؟ تمسّك بي»
ضمّه إلى صدره، يهزّه برفق، يفرك أطرافه المتصلبة ليعيد الدم إلى عروقه، بينما كان أحد رفاقه يدير الشاحنة لم ينتظروا الإسعاف البيطري انطلقوا مباشرة إلى أقرب عيادة طوارئ،
أربع ساعات كاملة قضاها الأطباء في تنظيف الطلاء، كشطه وحلاقته بحذر شديد. قالوا إن الكـلب الذي لم يتجاوز عمره عامًا واحدًا لو بقي تلك الليلة في الزقاق، لما نجا
أما جاكس لم يعتبرها إنقاذًا بل واجبًا
أطلق عليه اسم كوبالت، تيمّنًا بلونه الذي كاد يكون سبب نهايته واليوم، كوبالت كـلب صحي، خالٍ من الطلاء، مليء بالحياة. يرافق جاكس في جولة الدراجات، جالسًا في مقطورة جانبية صُممت خصيصًا له، بعيدًا كل البعد عن ذلك الزقاق البارد
العالم رأى رجلًا مخيفًا في زقاق مظلم
أما كوبال فرأى ملاكًا يحتاج للمساعدة
قصة كهذه تذكّرنا بأن الرحمةو القلوب العظيمة قد تسكن أكثر المظاهر قـسـوة وأن فرصة ثانية، حين تُمنَح بصدق، قادرة على إنقاذ حياة.
