دارين محمود
المدينة المنورة | خيّم الحزن على جنبات المسجد النبوي الشريف وأهالي المدينة المنورة، بوفاة الشيخ فيصل بن عبد الملك النعمان، مؤذن المسجد النبوي، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء أمس الاثنين بعد مسيرة حافلة قضاها في رحاب الحرم النبوي الشريف.
لحظات الوداع الأخير
وشيّعت جموع المصلين، فجر اليوم الثلاثاء، جثمان الفقيد حيث أُديت الصلاة عليه في محراب رسول الله ﷺ، وسط أجواء من الخشوع والدعاء له بالرحمة والمغفرة. وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة البقيع، بجوار صحابة رسول الله وآل بيته الكرام.
إرث عائلي وصوت لا يغيب
ينحدر الشيخ فيصل النعمان من أسرة “آل نعمان” العريقة التي ارتبط اسمها بمكبرية المسجد النبوي لعقود طويلة. فهو ابن المؤذن الراحل الشيخ عبد الملك بن نعمان، وحفيد المؤذن الشيخ فيصل نعمان، ليسير على خطى آبائه وأجداده في نيل شرف النداء للصلاة في أطهر البقاع.
صدر قرار تعيينه مؤذناً للمسجد النبوي في عام 1422هـ.
قضى ما يقرب من رُبع قرن صادحاً بكلمة التوحيد، تميز خلالها برخامة صوته وأدائه المتقن للمقامات الحجازية الأصيلة التي تميز بها مؤذنو المدينة.
عُرف الفقيد بين زملائه ومحبيه بدماثة الأخلاق والتواضع الشديد والتعلق بمسجد النبي ﷺ.
نعي واسع
وفور إعلان الخبر، تصدّر اسم الشيخ “فيصل النعمان” منصات التواصل الاجتماعي، حيث نعاه آلاف المغردين من مختلف دول العالم الإسلامي، معبرين عن فقدهم لصوت كان يبعث السكينة في نفوسهم طوال سنوات. كما نعته رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، مشيدة بجهوده وعطائه في خدمة بيوت الله.
“رحم الله الشيخ فيصل النعمان، وجعل ما قدمه من صدح بالأذان في ميزان حسناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.”
