حوار: جمال حشاد
في أول لقاء مثمر مع أحد نواب مجلس الشعب لعام 2025م، التقت جريدة «حديث وطن» بالنائب محمود الشيخ، نائب الدائرة (17) البساتين ودار السلام بالقاهرة، لرصد مشكلات وقضايا المنطقة المترامية الأطراف، ويُعد هذا اللقاء هو الأول مع النائب محمود الشيخ منذ توليه مهامه البرلمانية.
وقد حضر اللقاء نخبة من كبار أعيان البساتين ودار السلام، يتقدمهم العالم الجليل الدكتور عيد شبايك، أستاذ النقد والبلاغة بجامعة المنوفية، والمهندس أحمد دسوقي، المدير العام السابق للمتاحف بوزارة الآثار، واللواء أشرف نائب رئيس مجلس إدارة مستشفى الفيحاء الخيري، والدكتور أحمد فرج وزوجته من مستشفى الفيحاء الخيري، والحاج درويش محمد درويش، والدكتور زغلول مخيمر، والمهندس طارق أبو الخير، والأستاذ أيمن الشيخ، والأستاذ محمد دسوقي.
وكان في استقبالهم النائب محمود الشيخ ونائبه الأستاذ محمود خميس، حيث اتسم اللقاء بالود والاحترام المتبادل، مع روح إيجابية عكست رغبة حقيقية في العمل والاستماع إلى هموم المواطنين.
وبسؤاله عن رؤيته للمرحلة المقبلة، قال النائب محمود الشيخ إنه يحرص على تقديم رؤية مبسطة وعملية لبرنامجه البرلماني، تقوم على التفاعل المباشر مع المواطنين، والاستماع الجاد لمشكلاتهم، مؤكدًا أن التواصل المجتمعي يمثل حجر الأساس لأي عمل نيابي ناجح.
وعن ملف النظافة، أجاب بأن هذه القضية تشغل حيزًا كبيرًا من اهتماماته، لما لها من تأثير مباشر على صحة المواطنين، مشددًا على أن حل المشكلة لا يقتصر فقط على الجهود الحكومية، بل يتطلب توعية الأهالي بأهمية الحفاظ على النظافة العامة والمشاركة الإيجابية في هذا الملف.
وبسؤاله عن مستشفى الفيحاء الخيري، أوضح أن استكمال باقي الإنشاءات وتوفير التجهيزات اللازمة للمستشفى يمثل أولوية قصوى، خاصة أن المستشفى يخدم ما يقرب من أربعة ملايين نسمة من أهالي البساتين ودار السلام والمناطق المحيطة. واستعرض خلال حديثه ما تم إنجازه حتى الآن، مشيرًا إلى أنه تم الترخيص باستخدام خمس غرف عمليات، إلى جانب التعاقد على أجهزة طبية مهمة تتناسب مع طبيعة المستشفى، التي يصل ارتفاع بنيانها إلى أحد عشر طابقًا جاهزة للعمل فور اكتمال الدعم اللازم.
وأكد النائب محمود الشيخ تعهده باستكمال الإنشاءات وتوفير المهمات التي تحتاجها المستشفى، معلنًا تبرعه بكافة الأخشاب المطلوبة للأدوار الصحية، سواء في مراحل البناء أو التجهيز، كما عرض المساهمة في إنشاء وحدة غسيل كلوي تضم عشرة أسرّة، دعمًا منه لأهالي البساتين، وهو ما لاقى ترحيبًا وارتياحًا كبيرين من الحضور.
وعن مشكلة القمامة، قال إن هذا الملف يؤرقه كثيرًا، ويعتبره من القضايا ذات الأهمية القصوى، متعهدًا بمحاولة إيجاد حلول جذرية لها، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة في الحفاظ على نظافة الشوارع والمناطق السكنية.
وفيما يخص ملف التعليم، أوضح أن الاهتمام بالتعليم، خاصة التعليم الفني للبنات، يأتي ضمن أولوياته، لما له من دور في تأهيل كوادر قادرة على الاندماج في سوق العمل. وفي هذا السياق، طالب الأستاذ جمال حشاد، مندوب الجريدة، بضرورة إنشاء مدرسة للثانوي التجاري، إلى جانب مقترحات بإنشاء فصول لمحو الأمية وتدريب الكبار.
وعن المقترحات الخدمية الأخرى، أشار النائب إلى أهمية دراسة إنشاء شهر عقاري بمنطقة البساتين، إلى جانب دار مناسبات تخدم الأهالي، وهي المطالب التي طرحها الأستاذ أحمد مخيمر، مؤكدًا أنه سيتم وضعها ضمن جدول الأولويات ودراستها بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وبسؤاله عن ملف الصحة بشكل عام، قال إن صحة المواطن تمثل أولوية لا تقل أهمية عن باقي الملفات، وهو ما أكده الدكتور أحمد فرج، الاستشاري بمستشفى الفيحاء الخيري، خلال مداخلته حول سبل النهوض بالخدمات الصحية، مدعومة بأمثلة واقعية طرحتها زوجته، حيث تعهد النائب بوضع تصورات مبدئية والعمل على تذليل العقبات تدريجيًا.
كما تناول اللقاء كلمات عدد من الحضور، حيث تحدث الحاج درويش محمد درويش بكلمة اتسمت بالفصاحة وقوة الحجة، عكست خبرة سنواته الثمانية والثمانين، فيما أضفى الدكتور عيد شبايك على اللقاء روحًا خاصة بحلاوة حديثه وعمق طرحه، بينما كان الأستاذ محمود خميس حاضرًا بتركيز لمتابعة أي أمور إجرائية تتعلق بالملفات الحكومية.
وعن مشكلات المحاجر والرخام، أكد النائب محمود الشيخ أن هذا الملف يهم شريحة كبيرة من أبناء الدائرة، مشيرًا إلى ضرورة فتح حوار مجتمعي جاد مع العاملين في هذا القطاع للوصول إلى حلول واقعية.
وفي ختام اللقاء، أكد النائب محمود الشيخ التزامه بالعمل الحزبي كإطار منظم لحل المشكلات، موضحًا أنه لا يمتلك عصا سحرية للتغيير، لكنه سيبذل أقصى جهده، وبالتعاون مع الأهالي، لجعل البساتين في صورة أفضل.
