كتبت ـ مها سمير
أعلنت السلطات الإسرائيلية مساء اليوم الأربعاء، حالة التعبئة العامة في صفوف فرق الإطفاء، بعد اندلاع سلسلة حرائق ضخمة في المناطق الجبلية المحيطة بمدينة القدس، وسط مخاوف من خروج النيران عن السيطرة وامتدادها إلى مناطق سكنية.
وبحسب قناة “كان” الرسمية وصحيفة “معاريف”، فإن أكثر من 11 طائرة إطفاء وأكثر من 100 طاقم من مختلف أنحاء البلاد يشاركون حاليًا في جهود مكثفة للسيطرة على الحرائق التي اندلعت قرب بلدة “إشتاؤول” الواقعة بين القدس وتل أبيب، والتي تُعد من المناطق الحساسة بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس.
الحريق، الذي يُعتقد أنه ناتج عن موجة حر شديدة تضرب المنطقة، أسفر حتى الآن عن إصابة ثلاثة من رجال الإطفاء، بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، في حين انضمت وحدات من جيش الاحتلال للمساعدة في العمليات الميدانية، كما تم إجلاء سكان بلدات قريبة مثل “بيت مئير” و”مسيلات تسيون”.
وفي بيان رسمي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب اجتماع طارئ من غرفة قيادة عمليات الطوارئ، أن الحكومة تتابع تطورات الموقف “بدقة وقلق بالغ”، مشيرًا إلى أن الرياح القوية قد تعقّد عمليات السيطرة على النيران، خاصة خلال ساعات الليل.
نتنياهو دعا إلى نشر طائرة “شمشون” (من طراز سوبر هركيوليز) للمشاركة في عمليات الإطفاء، ولمّح إلى إمكانية التوجه لطلب مساعدات من دول صديقة مثل اليونان، إذا تطلب الأمر تعزيزات إضافية جوية.
بدوره، أصدر مفوض الشرطة داني ليفي تعليمات باستخدام كامل الموارد، بما في ذلك وحدات الطيران والأنظمة الأرضية، لمنع امتداد النيران إلى مناطق جديدة، محذرًا من أن أي تأخير في التدخل قد يُفاقم الكارثة.
منصة الشرطة على “إكس” (تويتر سابقًا) أعلنت أيضًا عن وقف حركة القطارات في بعض المناطق القريبة من مواقع الحرائق، كإجراء احترازي، بينما تتواصل جهود الإجلاء في نطاق الخطر.
هذه الحادثة تأتي في ظل قلق متزايد داخل إسرائيل من تأثيرات تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت البلاد في السنوات الأخيرة تكرارًا لحرائق الغابات بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة.
