الأخبار العالمية

أزمة التجنيد تفجر الحكومة؟ نتنياهو يواجه لحظة الحسم في الكنيست

كتبت ـ مها سمير

في واحدة من أخطر اللحظات السياسية التي يمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تستعد حكومته لمواجهة مصيرية، الأربعاء، قد تُسفر عن تفكك الائتلاف الحاكم وإجراء تصويت على حل الكنيست، وذلك بسبب أزمة تجنيد اليهود الحريديم (المتشددين دينياً) ورفض قانون إعفائهم من الخدمة العسكرية.

وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، تتصاعد التهديدات من داخل الائتلاف نفسه، حيث أبدت أحزاب دينية رئيسية استياءها الشديد من فشل الحكومة في تمرير قانون الإعفاء، ملوّحة بسحب دعمها، وهي خطوة كفيلة بإسقاط الحكومة بالكامل.

قانون التجنيد.. صاعق الانفجار

القضية التي فجرت الأزمة ليست جديدة، لكنها عادت للواجهة بزخم غير مسبوق بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، والتي شهدت أكبر عملية تعبئة في تاريخ إسرائيل، حيث استُدعي 360 ألف جندي احتياط. وفي المقابل، استمر الآلاف من شباب الحريديم بالحصول على إعفاءات لالتحاقهم بالمعاهد الدينية، ما أثار غضباً واسعاً في الشارع الإسرائيلي المنقسم بالفعل بسبب الحرب.

ورغم صدور حكم من المحكمة العليا عام 2017 يقضي بعدم قانونية هذه الإعفاءات، إلا أن الحكومات المتعاقبة، وخاصة حكومة نتنياهو، فشلت في تمرير تشريع بديل بسبب الضغوط السياسية من الأحزاب المتدينة.

تصويت مصيري.. وقلق داخل الائتلاف

تخطط المعارضة لطرح اقتراح بحل الكنيست، ويحتاج تمريره إلى 61 صوتاً من أصل 120. ويكمن التحدي الحقيقي في احتمال تصويت بعض شركاء نتنياهو الدينيين مع المعارضة، ما قد يطيح بالحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

ورغم اعتقاد البعض أن نتنياهو، المعروف بقدرته على المناورة، قد يتمكن من التوصل لاتفاق في اللحظة الأخيرة، إلا أن الوضع الحالي يُعدّ الأخطر منذ بداية الحرب، مع تزايد الحديث عن احتمال نهاية سياسية وشيكة لرئيس الوزراء الأطول بقاءً في المنصب، والذي يواجه أيضاً سلسلة من قضايا الفساد منذ سنوات.

الخلفية الدينية والسياسية للأزمة

يشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، وتعود إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية إلى اتفاقات تاريخية وُقعت بعد تأسيس الدولة عام 1948. لكن الأعداد تضخمت مع الوقت، وأصبح الآلاف منهم يحصلون على إعفاءات كاملة ورواتب حكومية، رغم عدم مشاركتهم في الدفاع عن البلاد، ما ولّد شعوراً بالتمييز لدى قطاعات واسعة من المجتمع.

السيناريوهات المقبلة

في حال تصويت الكنيست لصالح الحل، ستُحل الحكومة وتُجرى انتخابات جديدة، وهي خطوة قد تغيّر المشهد السياسي الإسرائيلي تماماً، في ظل استمرار الحرب على غزة والتوترات الإقليمية.

هل ينجو نتنياهو مجددًا؟ أم أن أزمة الحريديم ستُسدل الستار على مسيرته الطويلة؟

الأربعاء سيحمل الإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى