الأخبار العالمية

مفاوضات سرية واتفاق سلام محتمل: نتنياهو يسعى لوساطة ترامب مع “سوريا الجديدة” بقيادة الشرع

كتبت ـ مها سمير

كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، في تقرير حصري، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى رغبة جدية في استئناف المحادثات مع الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بمساعدة الولايات المتحدة كوسيط رئيسي، بل واقترح أن يقود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تلك الوساطة.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن نتنياهو أبلغ المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، خلال اجتماع سابق، أنه يسعى إلى التفاوض مع دمشق بشأن اتفاق أمني جديد يمكن أن يمهّد لاحقًا لاتفاق سلام شامل، وذلك في أول محاولة حقيقية للتقارب بين إسرائيل وسوريا منذ عام 2011.

وبحسب المصادر، فإن التغيرات الجذرية في التوازنات الإقليمية، وعلى رأسها تراجع النفوذ الإيراني وخروج حزب الله من العمق السوري، دفعت الحكومة الإسرائيلية للنظر بجدية إلى ما وصفوه بـ”فرصة تاريخية لاختراق دبلوماسي”، خاصة في ظل ما يعتبره الإسرائيليون توجهًا معتدلاً من الرئيس الجديد أحمد الشرع.

وأكد التقرير أن الحكومة الإسرائيلية بدأت بالفعل خطوات تواصل غير مباشر مع حكومة الشرع عبر وسطاء دوليين، تطورت لاحقًا إلى لقاءات سرية مباشرة في دول ثالثة. وأشار مسؤول إسرائيلي رفيع إلى أن الشرع لا يتبع الأجندة التركية، وأنه أقرب في توجهاته إلى واشنطن والرياض، ما يخلق أرضية مشتركة لمحادثات جدية.

ويهدف نتنياهو، بحسب التقرير، إلى التوصل إلى اتفاق أمني مُحدث يستند إلى اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974، لكن مع تعديلات تتماشى مع الواقع الأمني الحالي، على أن يتبع ذلك مباحثات حول اتفاق سلام دائم بين البلدين.

كما نقل “أكسيوس” عن مسؤول أميركي أن الإسرائيليين حددوا “خطوطهم الحمراء” لأي اتفاق مستقبلي، والتي تشمل: منع إقامة قواعد عسكرية تركية في سوريا، ضمان عدم عودة إيران أو حزب الله، وإزالة السلاح الثقيل من جنوب سوريا بالكامل.

وأكد أحد المسؤولين الإسرائيليين أن تل أبيب أبلغت واشنطن أن قواتها ستبقى في الأراضي السورية حتى يتم التوصل إلى اتفاق جديد يتضمن بوضوح مسألة نزع السلاح الجنوبي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تطالب بإدراج قوات أميركية ضمن القوة الدولية التي قد تشرف على تنفيذ الاتفاق، لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

التطورات تشير إلى تحول لافت في مواقف كل من واشنطن وتل أبيب تجاه سوريا، وسط مشهد إقليمي جديد قد يُعيد رسم خريطة التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى