منصة FBC: أكبر عملية احتيال إلكتروني تستهدف المصريين

كتبت ـ مها سمير
في واقعة احتيال إلكتروني هزت الأوساط المصرية، تعرض أكثر من مليون شخص لعملية نصب كبرى من خلال منصة FBC، حيث استولت على ما يزيد عن 6 مليارات دولار من أموال المستثمرين.
بدأت المنصة نشاطها بإغراء المستخدمين بتحقيق أرباح سريعة مقابل مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب، مع وعود بعوائد مالية مغرية.
استهدفت المنصة بشكل رئيسي المواطنين المصريين، مما دفع العديد منهم إلى استثمار مدخراتهم طمعًا في تحقيق مكاسب مالية سريعة.
بدأت المنصة في فرض قيود على عمليات السحب مع تزايد أعداد المشتركين مما أثار شكوك المستخدمين. وفي خطوة لتبرير عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها، ادعت المنصة تعرضها لهجوم إلكتروني أدى إلى خسارة 4 مليارات دولار،
وطالبت المستثمرين بضخ مزيد من الأموال لتعويض الخسائر. إلا أنه سرعان ما اختفت المنصة بشكل مفاجئ، تاركة وراءها آلاف الضحايا دون أي تعويضات.
وفي تطور مأساوي، توفيت سيدة مسنة من محافظة الدقهلية إثر صدمة نفسية بعد فقدانها 50 ألف جنيه استثمرتها في المنصة.
كما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحد المتهمين الرئيسيين في القضية، وتواصل تحقيقاتها لضبط باقي المتورطين.
في تطور جديد لقضية الاحتيال الإلكتروني عبر منصة “FBC”، تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من القبض على 13 شخصًا يشكلون التشكيل العصابي المتورط في هذه العملية، وذلك بعد تلقيها بلاغات من 101 مواطن تفيد بتعرضهم للاحتيال والاستيلاء على أموالهم التي بلغ إجماليها قرابة 2 مليون جنيه، بزعم استثمارها في مجال البرمجيات والتسويق الإلكتروني.
التحقيقات كشفت أن التشكيل العصابي يترأسه ثلاثة أجانب مرتبطين بشبكة إجرامية دولية، وقاموا بتأسيس شركة في القاهرة للترويج للمنصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستعينين بـ11 شخصًا آخرين مقابل عمولات مالية.
تم ضبط المتهمين وبحوزتهم هواتف محمولة، 1135 شريحة هاتف، جهاز “لاب توب”، ومبالغ مالية بعملات مختلفة قيمتها مليون و270 ألف جنيه.
اعترف المتهمون بارتكابهم الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
وزارة الداخلية حذرت المواطنين من التعامل مع التطبيقات المجهولة المصدر التي تعد بأرباح مالية سريعة، لتجنب الوقوع ضحية لعمليات النصب والاحتيال.
هذه العملية تأتي في إطار جهود السلطات المصرية لمكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية أموال المواطنين من المحتالين الذين يستغلون التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للإيقاع بضحاياهم.
تُعد هذه الحادثة تذكيرًا بضرورة توخي الحذر عند التعامل مع المنصات الاستثمارية غير الموثوقة، والتأكد من مصداقيتها قبل استثمار أي أموال.