منوعات

التفوق لا يرتبط بالهوية: النجاح يرتكز على الإرادة والعزيمة

بقلم أحمد حسنى القاضى الأنصاري

في زمنٍ تموج فيه الآراء المعلبة والمقارنات الجائرة، تظل هناك فكرة تروجها بعض الألسنة بأن البنات أذكى، أو أكثر شطارة، أو أرقى في الفكر من الأولاد. ولكن، هل هذا صحيح؟ أم أن هذا مجرد وهم قائم على معايير سطحية لا تستند إلى الحقيقة؟ الحقيقة أن العقل لا يميز بين الجنسين، وأن القدرات الفطرية التي وُهبت لنا من الله سبحانه وتعالى تتجاوز كل الفوارق التي نحاول أن نفرضها.

الفرق ليس في هوية الإنسان، بل في إرادته، عزيمته، اجتهاده، وطموحه. من يمتلك عقلاً متفتحًا وقلبًا مفعمًا بالحماسة للتعلم والتطور، هو من يحقق النجاح. النجاح لا يأتي من كونه ولدًا أو بنتًا، بل من قدرته على تجاوز التحديات، والمثابرة على العمل، وتوسيع آفاقه دون حدود.

الله سبحانه وتعالى قد خلقنا في أحسن تقويم، ووهب لكل فرد منّا قدرات لا حصر لها. كل منا يمتلك قدرته الخاصة على التفوق والابتكار. ولا يمكن أن يكون هناك مكان للتمييز في مجالات العلم أو الفكر، فالعقل واحد، والشطارة واحدة، والفكر واحد. لكن التميز يأتي من الشخصية القوية، والإرادة الصلبة، والعزيمة التي لا تلين.

إن التفوق في الحياة لا يأتي من تحديد الهوية، بل من إصرار الإنسان على النجاح، ورغبته المستمرة في النمو والتعلم. فالأولاد والبنات على حد سواء قادرون على التميز في شتى المجالات، والنجاح ينتظر من يطلبه بجد وإصرار.

ونختتم مع كلام الله عز وجل: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”، وهذه الكرامة تشمل الجميع، دون تفرقة بين ذكر أو أنثى. التفوق والتكريم ليسا في الهوية، بل في التفاني في العمل والنجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى