الأخبار العالمية

وفاة الشيخ مرهج شاهين حزنًا بعد حلق شاربه والاشتباكات تتصاعد في السويداء

كتبت ـ مها سمير

توفي الشيخ الدّرزي مرهج شاهين في محافظة السويداء السورية، بعد أيام من انتشار مقطع فيديو صادم يظهر فيه يتعرّض للإهانة على يد مجموعة مسلحة تابعة للقوات الحكومية السورية، أجبرته على حلق شاربه، في مشهد أثار استياءً واسعاً داخل المجتمع المحلي.

وبحسب ما أفادت به شبكة “السويداء 24” نقلًا عن مصادر مقرّبة من الشيخ، فإن الراحل البالغ من العمر ثمانين عامًا، دخل في حالة نفسية سيئة عقب الحادثة، وامتنع عن مغادرة منزله في بلدة الثعلة الواقعة بريف السويداء الغربي. وقد وافته المنية متأثرًا بالحزن والانكسار، نتيجة للإهانة التي لحقت به، وهو الذي كان يتمتع بمكانة اجتماعية رفيعة بين أهالي البلدة.

الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع أظهر الشيخ شاهين بعد أن أجبرته عناصر مسلحة، يُعتقد أنها تتبع مجموعة يقودها أحمد الشرع ضمن الأجهزة الأمنية، على الخضوع للإهانة وحلق شاربه، في مشهد رأى فيه أهالي السويداء مسًّا بكرامة الشيخ وبالطائفة الدرزية.

تزامن ذلك مع اشتباكات دامية لا تزال تتواصل منذ صباح الأحد في المحافظة، ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح الأربعاء، فقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى 248 شخصًا، من بينهم 64 مسلحًا درزيًا، و28 مدنيًا (بينهم 21 أعدموا ميدانيًا على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية)، بالإضافة إلى 138 من عناصر الجيش والأمن العام، و18 مسلحًا من العشائر البدوية، بعضهم قضى في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في المنطقة.

وفي بيان جديد صدر عن وزارة الدفاع السورية، أكدت أن “مجموعات خارجة عن القانون عاودت الهجوم على قوات الجيش والأمن الداخلي داخل المدينة، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع وجهاء السويداء لوقف إطلاق النار”، مضيفة أن الجيش السوري يحتفظ بحقه في الرد على مصادر النيران.

وتعود بداية التوترات إلى صباح الأحد، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين مسلحين من الطائفة الدرزية وعناصر من العشائر البدوية. ومع تصاعد العنف، تدخلت قوات الأمن السوري ودعمت المنطقة بتعزيزات عسكرية، في حين شنت إسرائيل غارات مفاجئة استهدفت مواقع وآليات عسكرية داخل السويداء، مما زاد من تعقيد المشهد وأدى إلى توتر إقليمي إضافي.

رحيل الشيخ مرهج شاهين بهذه الطريقة، وفي ظل هذه الظروف الدامية، أصبح رمزًا للألم الذي تعيشه السويداء، حيث باتت الكرامة والدماء تُنتهك في آنٍ واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى