
كتبت ـ مها سمير
ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة والقليوبية، خلال الساعات الماضية، القبض على صانعتَي المحتوى المعروفتين باسم “أم مكة” و”أم سجدة”، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بنشر محتوى غير لائق ومخالف لقيم المجتمع المصري عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبالأخص تطبيق “تيك توك”.
وجاءت عملية الضبط بعد تلقي الجهات المعنية عدة بلاغات رسمية من مواطنين ومحامين، أعربوا فيها عن استيائهم مما اعتبروه “انحدارًا أخلاقيًا وتحريضًا على السلوك غير المنضبط” في الفيديوهات التي تُنشر بصفة متكررة عبر حساباتهما الشخصية.
وبحسب مصادر أمنية، فقد تم رصد المحتوى بدقة، وبعد تقنين الإجراءات القانونية، تحركت مأموريات أمنية نجحت في ضبط المتهمتين كلٌ في محل إقامتها، واقتيادهما إلى جهات التحقيق المختصة.
وقد أمرت نيابة المقطم بحبس “أم مكة” و”أم سجدة” أربعة أيام على ذمة التحقيقات، كما تم التحفظ على الهواتف المحمولة وأجهزة التصوير التي استخدمتاها في تسجيل وبث المقاطع، وجارٍ فحصها لتحديد مدى مخالفتها للقوانين المنظمة للمحتوى الرقمي.
وأكدت التحقيقات الأولية أن المتهمتين اعترفتا بإنتاج المحتوى بهدف زيادة نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مالية من منصات التواصل، وهو ما فتح الباب أيضًا أمام التحقيق في مصادر الدخل الخاصة بهما، لبحث احتمالات وجود كسب غير مشروع أو تجاوزات مالية قد تستدعي محاسبة قانونية إضافية.
وفي تطور لافت، شهدت إحدى الجلسات مشادة كلامية حادة بين “أم مكة” وإحدى الإعلاميات داخل أحد استوديوهات التصوير، مما أدى إلى تدخل الأمن، وضُبط زوج “أم مكة” لاحقًا داخل مقر النيابة لوجود حكم غيابي صادر بحقه.
وتأتي هذه الواقعة في إطار تحرك أوسع من الجهات المعنية لضبط سلوكيات منصات التواصل الاجتماعي، بعد تزايد الانتقادات حول محتوى بعض “البلوجرز” الذي اعتبره متابعون ومراقبون بعيدًا عن المهنية وخادشًا للحياء العام، ويؤثر سلبًا على النشء والمجتمع.
وتؤكد الأجهزة الرقابية أن هذه الحملات لا تستهدف التضييق على الحريات، وإنما تهدف إلى إعادة ضبط المشهد الإعلامي الرقمي بما يتماشى مع القيم المجتمعية والقانون.