
بقلم: صلاح عثمان
دَهَمَني رجلٌ أَرْعَنُ،
في أوَّلِ ساعةٍ أَجلِسُ فيها للدوامِ في عملي كقنصلٍ لسفارةِ بلادي.
أَمْعَنْتُ فيهِ البَصَرَ،
وأشرتُ إليهِ أنْ يظلَّ واقفًا ويُبعِدَ يديهِ عن الطاولة.
– ما خَطْبُكَ؟
– أطلُبُ الصفحَ.
– وتبدأُ من جديد؟
بَرَقَتْ أَسَاريرُه،
وأفرغَ ما في جَعْبَتِه.
– ماذا فعلتَ في جَنْبِ حاجتي؟
– يَجِبُ الاستعاضةُ عن ذلكَ بشيءٍ آخر.
وألمحَ إلى ما يُريدُ، ولكنه لم يُفصِحْ عنه.
تشاغلتُ ببعضِ الأوراقِ وضغطتُ زرَّ التنبيه.
دخلتِ السكرتيرة،
أشرتُ إلى سطرٍ كتبته، وخرجت.
– تفضَّلْ بالجلوس.
ناولتهُ كوبًا من الماءِ البارد،
وأشرتُ إلى محتوى من التمرِ أمامه.
استأذنَ أحدُهم في معيةِ السكرتيرة.
– تناولْ قهوتكَ في مكتبِ المحقِّق.
اِنْتَبَهَ مذعورًا،
فشيَّعتُه بنظرة.
هذا الأفاقُ جعلني ذاتَ يومٍ أَمشي على عَجَل،
لِيُثبِتَ حقي بعدَ سنواتٍ عِجاف.
ما دهاهُ الآن؟
أَيُريدُ أن يتصيَّدَ بي الآخرين،
يُسفِّهَ أحلامَهم، ويُقلقَ منامَهم؟
ما أَبغَضَني إليه!
الإسكندرية، ٩ أغسطس ٢٠٢٥م