
كتب : جمال حشاد
نحن نعيش في زمنٍ مذهل… زمن أصبحت فيه المعلومة تصلنا في ثوانٍ، والمسافات تُطوى بلمسة زر، والأصوات والصور تعبر القارات بلا عناء. لقد منحتنا التكنولوجيا قوة هائلة للتواصل والتعلم والعمل، ولكن… هل من الممكن أن نكون قد فقدنا شيئًا في الطريق؟
لقد أخذتنا الشاشات من الأحاديث الصادقة، واستبدلنا دفء اللقاءات بابتسامات افتراضية. أصبح البعض يكتب “كيف حالك؟” وهو في الحقيقة لا ينتظر جوابًا، وأصبحنا نتواصل أكثر… لكن نشعر أقل.
إن الخطر الأكبر ليس في التكنولوجيا نفسها، بل في إدمانها، حين تتحول من أداة تسهّل حياتنا إلى قيد يحبسنا في عزلة خلف الشاشات. عندها نفقد مهاراتنا الإنسانية الأجمل: الإصغاء، التعاطف، مشاركة اللحظات وجهًا لوجه.
الحل ليس أن نهجر التكنولوجيا، بل أن نستخدمها بحكمة؛ لقد صارت جزءًا من حياتنا؛ علينا أن نخصص وقتًا للشاشة، ووقتًا للإنسان. ووقتًا للاقارب والأصدقاء والجيران.. أن نعيد للأحاديث وجوهًا، وللابتسامات حرارة، وللصداقات حياة حقيقية.
دعونا نبني مجتمعًا لا تغيب فيه المشاعر وسط الإشعارات، ولا تُستبدل فيه الأيدي الممدودة بأيقونات الإعجاب فلنجعل التكنولوجيا جسرًا يقربنا… لا جدارًا يعزلنا.
والآن… القرار بين يديك!
أغلق هاتفك لساعة، تواصل بصديقك، اجلس مع عائلتك، انظر في عيون من تحب، وامنحهم حضورك الكامل. عندها ستكتشف أن أجمل شبكة اجتماعية… هي التي نصنعها بقلوبنا، لا بأجهزتنا.