
د. إيمان بشير ابوكبدة
بدأت تقنية الذكاء الاصطناعي تفرض وجودها بقوة في صناعة السينما الهندية، بوليوود، مما أثار جدلاً واسعاً بين العاملين في القطاع. وتفجرت هذه القضية بعدما استخدم منتجو فيلم “رانجهانا” الذكاء الاصطناعي لتغيير نهايته المأساوية إلى نهاية سعيدة، وهو ما تم دون موافقة المخرج والممثل.
عبّر الممثل دانوش عن رفضه القاطع لهذا التغيير، قائلاً إن النهاية الجديدة “أفرغت الفيلم من روحه”. كما ندّد المخرج أناند ل. راي بالقرار، معتبراً أن “المستقبل للذكاء الاصطناعي كأداة لخدمة إبداعنا، وليس لتغيير الماضي”، ومؤكداً أن المنتج ليس له الحق في تغيير العمل بهذه الطريقة.
أثار هذا الجدل انقساماً واضحاً في بوليوود حول دور الذكاء الاصطناعي:
المؤيدون: يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة ستوفر الكثير من الوقت والجهد، وستحل محل الوظائف البسيطة، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع.
المعارضون: يعبّر آخرون عن تخوفهم من فقدان اللمسة الإنسانية والعواطف في الأفلام، وتساءل المخرج فيكراماديتيا موتواني بتهكم “من سيحتاج إلى كتاب سيناريو أو مخرجين بعد الآن؟”.
في ظل هذا الانقسام، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة. فالمخرج شاكون باترا لا يعتقد أن التكنولوجيا ستقضي على دور الإنسان، بل يرى أن الدمج بين الاثنين هو الحل الأمثل. ويؤمن المخرج المخضرم شيخار كابور بأن الإبداع البشري لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاته، قائلاً: “أفضل القصص لا يمكن التنبؤ بها، والذكاء الاصطناعي لا يستطيع التعامل مع هذا الغموض”. وعلى الرغم من ذلك، قرر كابور نفسه الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في بعض مشاهد مسلسله الجديد، متوقعاً أن معظم أفلام الأبطال الخارقين المستقبلية ستُنتج بالذكاء الاصطناعي لسهولته.