
كتبت ـ مها سمير
حذّرت صحيفة هآرتس العبرية، في مقال للكاتب والمحلل السياسي زفي بارئيل نُشر السبت 6 سبتمبر 2025، من أن الاستعدادات الإسرائيلية المكثفة لاحتلال قطاع غزة قد تنقلب على تل أبيب نفسها، محذرة من أن القطاع “قد يحتل إسرائيل” بدلاً من أن يُحتل.
وأوضح المقال أن الجيش الإسرائيلي يواجه مأزقًا كبيرًا، ليس فقط في المعارك الميدانية، بل في المسؤوليات المدنية التي ستقع على عاتقه بمجرد فرض إدارة عسكرية على غزة، في ظل غياب بنية تحتية مهيأة وسلطة محلية قادرة على إدارة شؤون أكثر من مليون ونصف فلسطيني.
وبحسب تقديرات اقتصادية نقلتها الصحيفة، فإن الكلفة السنوية المباشرة لإدارة القطاع قد تصل إلى 30 مليار شيكل للخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة، إضافة إلى نحو 20 مليار شيكل لصيانة العمليات العسكرية. هذه الأرقام لا تشمل الخسائر الطارئة أو العقوبات الاقتصادية المحتملة التي قد تزيد من عزلة إسرائيل وتكلفتها الباهظة.
وأشار بارئيل إلى وجود خلافات داخلية بين القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل حول جدوى احتلال غزة بالكامل، خاصة في ظل المخاطر الميدانية المرتبطة بوجود مئات الآلاف من المدنيين الرافضين للنزوح من مناطق القتال، الأمر الذي قد يرفع عدد الضحايا إلى مستويات غير مسبوقة.
كما لفت المقال إلى التحذيرات الدولية والعربية المتزايدة، حيث عبّرت كل من مصر والأردن والإمارات عن مخاوفها من تبعات أي غزو شامل، بينما أبدت أبوظبي استعدادًا مشروطًا للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات، على أن تكون تحت إشراف سلطة فلسطينية “موثوقة”.
وختم الكاتب بالتشديد على أن الهدف المعلن بتقويض حكم حركة حماس يظل موضع شك كبير، مستشهداً بتجارب الاحتلال السابقة في لبنان والضفة الغربية والعراق وأفغانستان، والتي أثبتت أن الاحتلال العسكري لا ينهي المقاومة، بل يعززها. وتساءل بارئيل: “إلى متى يمكن لإسرائيل أن تتحمل إدارة غزة، قبل أن تدرك أن القطاع قد ابتلعها فعليًا؟”