د.نادي شلقامي
واصل الجيش الإسرائيلي، أمس، تصعيده العسكري على مدينة غزة، تزامناً مع توسيع الهجوم البري، حيث تم فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة يمكن للفلسطينيين استخدامه لمغادرة مدينة غزة وإخلائها.
فيما أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، تزامناً مع تحذير أصدرته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من توقف الخدمة الصحية بشكل كامل.
في اليوم الثاني من انطلاق الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد لتوغله في المنطقة.
وأوضح الجيش أن قواته «تعمق المناورة في مدينة غزة»، مضيفاً أن قوات اللواء 98 و162 بدأت بالعمل ضمن عملية «عربات جدعون ب».
وأعلن الجيش الإسرائيلي إقامة «مسار انتقال مؤقت» لخروج سكان مدينة غزة منها، ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» بياناً جاء فيه: «من أجل تسهيل الانتقال جنوباً تم فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين».
مشيراً إلى أنه سيتاح الانتقال عبره «لمدة 48 ساعة» متوعداً بمزيد من القتلى، وجاء ذلك عقب تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتدمير كامل غزة، وتحويلها إلى «شاهد قبر لحركة حماس».
ونقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)» عن مصادر طبية القول إن 15 من أسرة واحدة قُتلوا في قصف إسرائيلي على خيمة نازحين في مواصي خان يونس جنوب القطاع.
وقالت مصادر إسرائيلية إن نحو 400 ألف فلسطيني غادروا مدينة غزة حتى الآن.بالتزامن أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع الإنترنت والاتصالات في مدينة غزة وشمالي القطاع الفلسطيني المدمر.
وقالت الهيئة في بيان نشرته على صفحتها بموقع «فيسبوك»: «إن الانقطاع الجديد بسبب استمرار الهجوم الإسرائيلي واستهداف مسارات رئيسية للشبكة».
وأفادت وزارة الصحة، أمس ، بأن «الجيش الإسرائيلي يُفشل وبشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية لإدخال الوقود إلى مستشفيات محافظة غزة».
وقالت الوزارة في بيان: «إن الجيش يصر على منع منظمة الصحة العالمية من استخدام طرق بديلة لإيصال الوقود لمستشفيات غزة والشمال».
وأضافت أن «منع توريد كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفيات غزة يعني توقف الخدمة الصحية بشكل كامل».
وأشارت إلى أن «الأزمة تهدد توقف عمل مجمع الصحابة الطبي ومستشفى الخدمة العامة ومحطة الأكسجين المركزية وسيارات الإسعاف ومستشفيات أخرى ستتوقف خلال أيام فقط».
وأكدت أن «توقف محطة الأكسجين المركزية وسيارات الإسعاف في محافظة غزة يعني أننا أمام كارثة صحية وإنسانية خطيرة»، مناشدة كل الجهات المعنية بالتدخل العاجل لضمان وصول الوقود اللازم لعمل المستشفيات في محافظة غزة.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع أن الجيش الإسرائيلي استهدف ليلاً مستشفى «الرنتيسي» للأطفال الواقع في مدينة غزة، وأوضحت أن «الضربة وقعت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، إذ تم استهداف الطوابق العليا من المستشفى 3 مرات متوالية يفصل بينها بضع دقائق».
وقُتل 55 فلسطينياً، بينهم 21 في مدينة غزة، وأصيب آخرون، منذ فجر أمس، مع توسيع الجيش الإسرائيلي هجومه البري بالمدينة، وتكثيف غاراته على القطاع، كما أعلن عن قصف «أكثر من 150 هدفاً» في مدينة غزة منذ الثلاثاء.
من جهتها عبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها البالغ على حياتهم، محملة رئيس الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التضحية بهم، ولا يزال 48 محتجزاً إسرائيلياً في القطاع الفلسطيني المحاصر، بينما تفيد المعلومات الإسرائيلية بأن 20 منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة، وسط أنباء عن نقلهم إلى مكان آخر.
وأودت الحرب الإسرائيلية في غزة بحياة من لا يقلون عن 64 ألفاً و964 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة
